تمكَّنت المرأة المغربية من الولوج إلى مهنٍ كثيرةٍ، ظلت لعقود تحت هيمنة الرجال، لكن في السنوات الأخيرة اقتحمت النساء مهنة قيادة الطائرات، وفُتِحت لهن أبواب قمرة القيادة بعد أن كسبن جولات الرهان على جدارتهن في هذا المجال بدخولهن مهن الطيران مضيفات أو موظفات بالمطارات وفي شركات الطيران، لكن وصولهن إلى قيادة الطائرة رسمياً تأخّر بعض الشيء، والمغرب كان من بين الدول السباقة في فتح المجال أمام المرأة لقيادة الطائرة وأثبتت المرأة المغربية بجدارة أنها تستطيع أن تمارس أي مهنة مهما كانت صعبة أو مستحيلة وتمكنت من تحدي العائلات والمجتمعات لتحقيق الأحلام التي كانت السماء حدودها.
نوال أيت حمو الناجي كابتن طيار كسرت الحواجز ودخلت عالم الطيران الذي كان يهيمن عليه الذكور، ولدت في الرباط سنة 1973 درست بثانوية مولاي يوسف شعبة الرياضيات والفيزياء وبعد ذلك إلتحقت بالمدرسة الوطنية للطيران (E.N.P.L) بعد تخرجها تم تعيينها من قبل الخطوط الجوية الملكية المغربية كضابط طيار، ومن خلال عملها الجاد ومثابرتها وتفانيها ارتقت إلى رتبة كابتن طيار.
لم تكن رحلة نوال أيت حمو المهنية سهلة بل واجهت تحديات كبيرة في مشوارها المهني لا سيما خلال مرحلة تدريبها في (E.N.P.L) حيث عرف العالم عدة أزمات من بينها أزمة الخليج في التسعينات مما أدى إلى الركود في مجال النقل الجوي امتد برنامجها التدريبي من أربع إلى عشر سنوات ورغم النكسة صممت الكابتن نوال ايت حمو على استغلال وقتها والتحقت بكلية الحقوق جامعة محمد الخامس بالرباط ومواصلة دراستها حتى تحصل عل درجة الدكتوراه.
وبعد ذلك حلت أزمة الكوفيد 19 التي كان لها تأثيرا عميقا على مجال الطيران الأمر الذي أثر على حياتها المهنية مما جعلها تدخل في تحدي كبير على الرغم من كونها ضابطة طيار سابقا إلا أنها لم تتمكن من الطيران بشكل متكرر أثناء الوباء مما شكل أمرا صعبا بالنسبة لها ومع ذلك اجتهدت وثابرت جنبا إلى جنب في الميدان واستأنفت الرحلات الجوية في النهاية.
لعبت الكابتن حمو دورا رئيسيا لدى شركة الخطوط الملكية الجوية المغربية أثناء فترة الوباء حيث ساهمت في إعادت مواطنين مغاربة تقطعت بهم السبل خارج المغرب وكانت تغمرها فرحة كبيرة عندما شاهدت الركاب ساجدين يقبلون أرض بلدهم بعد النزول وأنها كانت لحظة فخر بالنسبة لها لادراك أن وظيفتها كانت مخصصة لخدمة مصلحة الشعب والوطن.