هل السذاجة والطيبوبة مبدأ أخلاقي أم ضعف ?

هناك شعرة بسيطة وخيط رفيع بين الطيبة والغباء والسذاجة ولكن نحن من نحددها ونحن من نضع معاني مفرداتها.

كل منا له وجهة نظره بحسب ما يؤمن به عن الطيبة أو السذاجة ومنطلقه الأخلاقي و تربيته وتأثيرها على تكوين شخصيته.

فمنا من يؤمن بأن التسامح أفضل من العقاب والخصام والمنازعة خاصة إذا إعتذر له فهل يعتبر غبيا؟ في نظر البعض.

و السذاجة أن تدرك أن الشخص الذي أمامك قد أخطأ في حقك أو يقصد أن يستغلك ويتطاول عليك ويكون موقفك سلبيا لا تستطيع الرد سواءا ضعفا منك أو إيمانك أنه كرم من أخلاقك.

مارك توين: الأغنياء الذين يعتقدون الفقراء سعداء ليسوا أكثر سذاجة من الفقراء الذين يعتقدون أن الأغنياء سعداء.ا

لفرق بين الغباء والسذاجة يختلف بحسب من يفكر، ومن يصدر الحكم على الشخص سواءا بالغبي أو الساذج،  وتحكي هذه القصة عن الثعبان الذي إستيقظ ضميره فجأة وأراد أن يكفّر ويكف عن إيذاء الآخرين، فسعى إلى راهب هندي يستفتيه في أمره فنصحه الراهب بأن ينتحي من الأرض مكانا معزولا وأن يكتفي باليسير من القوت تكفيرا عن جرائمه ففعل ذلك لكنه لم يسترح لأن بعض الصبية جاءوا إليه فقذفوه بالأحجار فلم يرد عليهم، فشجعهم ذلك على أن يذهبوا إليه في كل يوم ويقذفوه بالأحجار حتى كادوا يقتلوه.

فعاد الثعبان  إلى الراهب يشكو ما أصابه فقال الراهب: إنفث في الهواء نفثة كل أسبوع ليعلم هؤلاء الصبية أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت ذلك.

فطبق الثعبان نصيحة الراهب فإبتعد الصبية عنه وإستراح، وكلنا هنا مثل هذا الثعبان في حيرته بين أن يكون طيبا ويحترم وأن يكون عدوانيا ويرد على الإساءة بمثلها. تمضي حياتنا بين الطيبة والسذاجة وفي الحيرة بين الخير والشر.

يجب أن نتعلم كيف ننفث أحيانا في وجه كل من يستصغر قيمتنا أو يستغل طيبتنا ويعتبرها غباءا ليعلم أن طيبتنا ووداعتنا ليستا ضعفا أو سذاجة وإنما هي مبدأ أخلاقي

Comments (0)
Add Comment