تواجه الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو مأزقًا سياسيًا متزايدًا، بعد مطالب واشنطن بإنشاء ممر آمن لعناصر من حركة حماس، وهو ما أثار خلافات داخلية حادة وانتقادات واسعة في الأوساط الإسرائيلية، وسط تراجع واضح في شعبية نتنياهو وتكهنات بقرب انتهاء عمر حكومته.
وكشفت مصادر إسرائيلية مطلعة أن حكومة بنيامين نتنياهو تجد نفسها أمام معضلة حقيقية بسبب الضغوط الأمريكية لإقرار ممر آمن يسمح بانتقال نحو 150 من مقاتلي حماس، من مناطق تسيطر عليها القوات الإسرائيلية إلى أخرى خاضعة للحركة.
وأكدت المصادر، أن الحكومة الإسرائيلية تجد صعوبة في تبرير مثل هذا القرار أمام الرأي العام الإسرائيلي والداعمين السياسيين، معتبرة أن السماح بخروج عناصر من حماس عبر مناطق عسكرية إسرائيلية يُعد ضربة لهيبة الجيش و«تنازلًا سياسيًا غير مقبول».
وأوضحت أن الإدارة الأمريكية تعتبر وقف إطلاق النار أولوية تفوق الاعتبارات الأخرى، وترى أن أي ترتيبات ميدانية مؤقتة، بما فيها الممر الآمن، قد تمهّد لتهدئة شاملة تصب في مصلحة جميع الأطراف. وأضاف أن واشنطن تسعى إلى دفع العملية السياسية قُدمًا، رغم التحفظات الإسرائيلية.
وأشارت إلى أن نتنياهو يركز في المرحلة الراهنة على الحفاظ على بقائه السياسي أطول فترة ممكنة، مستغلًا الأوضاع الأمنية والضغوط الخارجية لتقديم نفسه كشخصية “صامدة” في وجه التحديات، فيما تتزايد انتقادات اليمين الإسرائيلي للحكومة، خاصة بعد سلسلة من الإخفاقات السياسية والعسكرية التي أفقدت نتنياهو جزءًا كبيرًا من شعبيته.
وختمت المصادر بالقول إن الحكومة الإسرائيلية تبدو في أيامها الأخيرة، وأن تحديد موعد لانتخابات مبكرة أصبح مسألة وقت فقط في ظل التصدع الداخلي والضغوط الخارجية المتواصلة.