أكاديميون وباحثون يناقشون ” تدبير الإختلاف لفهم المشترك الوطني ” في ندوة بسلا

محمد آسليم

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

تحت شعار “أحبك يا وطني” ، نظمت مؤسسة الفقيه التطواني  أول حلقة من برنامجها الجديد “مختلف عليه ” ، من خلال ندوة علمية حول موضوع ” مقاربة لفهم المشترك  الوطني”  وذلك مساء يوم الأربعاء 10 يوليوز  2024.
البرنامج الجديد المستوحى من التجربة الرائدة للإعلامي ابراهيم عيسى ، يأتي حسب بوبكر التطواني  رئيس المؤسسة ،للمساهمة في أن نجعل من الإختلاف جسرا للتكامل والتواصل ومعرفة اﻵخر وذلك عبر تسليط الضوء حول القضايا الخلافية والسجالية التى يعرفها المجتمع والمحكومة.

بمرجعيات مختلفة منها  ما يتعلق بالموروث الثقافي ، ما يتعلق بمدارس فكرية  أو سياسية أو ثقافية مختلفة ومنها ما  يتعلق بقناعات يغلب عليها طابع ظرفي أو مصلحي.

في مداخلته أشار أحمد عصيد باحث وفاعل حقوقي  أن ” قضايا  الاختلاف متعددة منها السياسية، الرمزية، اللغوية، العقدية و الذي قد يرتفع  منسوب تصريفه ،(أي الاختلاف)   لذا البعض الى عنف لفظي للأسف  …”.  وعوض أن نعتبر المختلف عليه أو الاختلاف  أقل قيمة عندنا وخارج النسق المغلق  أو نوعا من  التآمر الذي  يفسد النقاش العمومي..ويسطح الافكار ..أو  يرتبط بالفضيحة والبوز .أو  يثير المختلف مخاوف لذى البعض وقد يؤثر على الوحدة… يعتقد عصيد  أن هذه المشاكل الخمس ..تقتضي منا أن نسعى لجعل الاختلاف قيمة مضافة ،صيغة اخرى لبناء الذات وانفتاحها.

فالهوية تتشكل من دينامية الإختلاف والتفاعل ، في ارتباط بمفهوم التسامح والإعتراف والعيش المشترك ..لتحقيق ذلك  يؤكد عصيد  على أهمية دور المدرسة في ترسيخ التربية على الإختلاف وحسن استعمال الحرية ..
من جهته شبه محمد الدكالي( استاذ التعليم العالي باحث ومفكر)، مفهوم الاختلاف بتنافر وتضاد الماء والنار الذي يجعل اجتماعهما تكاملا عكس ما يظن البعض ..واعتبر نفس المتدخل أن الإختلاف هو الأصل، ويجب إعمال العقل والتعقل ( اللوغوس) لتدبيره  .كما أن من أدبيات التعقل،  تبني النقاش والحوار والتخلي عن العنف مما يخلق  الانسجام و هو أهم شيء للذات البشرية، لكن النقاش له شروط منها عدم النفاق والخداع والصدق مسجلا أن المدرسة يجب أن تخصص وقتا كبيرا للنقاش وليس للتمرين .

أما الأستاذ محمد الساسي ( استاذ باحث بكلية الحقوق أكدال جامعة محمد الخامس) و القيادي بفيدرالية اليسار الديمقراطي  ، فتناول مسالة الاختلاف والمختلف عليه  داخل  الحقل الحزبي ، مؤكدا أن السياسة مجال  للإختلاف بامتياز و الدليل هو وجود أحزاب متعددة ..وكفاعل سياسي اعترف الساسي أنه في مرحلة من حياته الطلابية بالخصوص ، كان  أحيانا يسقط في رفض  الاستماع لرأي الطرف الآخر  في سياق التقاطبات الايديولوجية ” يساري -إسلامي”  ..لم يكن هناك وعي بأن جزء مما كنا نقوم به يمثل رفضا للإختلاف والإعتراف بالآخر ..الساسي استعرض تمايزات الحقل الحزبي والسياسي بين أحزاب وطنية تاريخية وديمقراطية وأحزاب كانت تصنف مقربة من الإدارة وأخرى يمينية ليبرالية ، مع بروز فاعل سياسي جديد تمثل في  الإسلام السياسي و يسار ديمقراطي لم يستطع طرح نفسه كبديل للأحزاب التاريخية ، إضافة لتعبيرات راديكالية و أخرى خارج  التصنيف .  واعتبر المتحدث” أن هناك حالة تماهي متبادلة بين العديد من  الأحزاب والعائلات السياسية الكبرى  ،على مستوى بلورة البرامج والمواقف السياسية ، لدرجة أن  تطورها  قد نصفه بالتحول من الأحزاب الى الحزب الوحيد  بأسماء متعددة و بقاسم مشترك هو السيادة الملكية ،مصرحا  بأن المغرب رغم  المؤاخذات حول تأجيل الانتقال الديمقراطي فهو ليس دولة ديكتاتورية” ..

عمر حلي ( باحث  وكاتب رئيس جامعة ابن زهر سابقا)، سجل ضعف الحوار  داخل  الفضاء الجامعي .

بسبب التطور التقنوي الذي ساهم في  تغييب النقاش والإختلاف ، مؤكدا أن  الجامعة  تعيش ما وصفه انغلاقا هوياتيا، في وقت كانت فيه مشتلا للأفكار ، مشددا على أهمية مناقشة مشكل اللغات واسترجاع  الجامعة لأدوارها الطلائعية ، وأن تتم عقلنة وسائل التواصل الإجتماعي التي أصبحت أداة لتوزيع الكراهية ومنع توسع بقعة التفاهة ..!

بدوره طالب عبدالرحيم  المنار اسليمي ( استاذ الدراسات السياسية والدولية جامعة محمد الخامس )  بتحديد مفهوم الاختلاف بعيدا عن الطوباوية ، مما يستدعي مقاربة سيكولوجية وسوسيولوجية لتمظهرات مفهومي الإختلاف والحوار  سواء في فضاء الجامعة أو الأسرة أو المدرسة أو الأحزاب السياسية.

وفي نفس المنحى تناولت لطيفة باقا الكاتبة واستاذة علم الاجتماعي الموضوع،حيث أكدت أن مجتمعاتنا التقليدية كانت مثالا للتعايش وقبول الآخر رغم اختلافاته مؤكدة بدورها على  إعمال المقاربة السوسيولوجية في دراسة تعبيرات المجتمع الثقافية والاجتماعية والعلائقية..
 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.