الزواج الناجح يعرف من أول حجره الأساس
داخل مؤسسة الزواج يتداخل مجموعة من التناقضات والتساؤلات، فكل طرف يكون متخوف من هذا الإرتباط المقدس والذي يعتبر في ديننا وأعرافنا (لي هرب من زواج هرب من طاعة) وتستخدم صيغة أريد أن أكمل ديني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الباقي.
فالزواج مؤسسة تشاركية بين طرفين يتعهد كل واحد منهما على إحترام بنود الإتفاق والسهر على إنجاحه.
وتظهر علامات نجاحات هذا الزواج من بداية وضع حجر الأساس، فعندما تختار المرأة الرجل الذي يخاف الله فيها، يؤدي فروضه يحترم أمه وإخوته يحافض على صلواته، ورحيم رؤوف بأحوال الناس فلن تخشى على نفسها شيء، كذلك الرجل إذا إختار زوجة تحترم دينها وووالديها وإخوتها ، تحافظ على صلاتها و في أخلاقها رحمة لمن حولها فستكون خير زوجة وأحن أم وتكون عون له لا عليه.
مصداقا لقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك فليكن همك الوحيد هو صلاح دينها، فإذا كان مع ذلك جمال ومال وحسب فهذا خير إلى خير، طيب، لكن لا يكون همك الجمال أو المال أو الحسب، لا. فليكن أكبر الهم وأعظم القصد صلاح الدين واستقامة الأخلاق، تسأل عنها الخبيرين بها، فإذا كانت ذات دين بعيدة عن التبرج وعن أسباب الفتنة، محافظة على الصلاة في أوقاتها فاقرب منها، وإذا كانت بخلاف ذلك فاتركها، المهم أن العناية الكبرى تكون بالدين. نعم.
فأعجب كل العجب لفتيات صدمنا في أزواجهن بعد الزواج، وقد كانت على علم أنه لا يصلي أو يعاقر الخمر أو الميسر أو أ ي نوع من ما حذرنا ونهانا عنه ديننا الحكيم ، وتتساهل وتتنازل لتدخل في دوامة كلها مرارة وندم وكيف لا وهي من ألقت بنفسها إلى التهلكة، أو إلى شاب جاهد ليتزوج بحسناء تثير بجمالها وتفننها بإبرازه وهو كااطاووس ينفش ريشه فرح ببضاعته وسط السوق، وبعد الزواج يواجه تطاول وتهاون الزوجة في أداء أبسط واجباتها، بعذر المساواة أو الحرية.
لن ننتظر من أي ديانة أو جمعية كيفما كانت أن تمل علينا حقوقنا فديننا الإسلام أعظم وأول دين كرم المرأة وأعطاها كل حقوقها وفضلها على كل الديانات.
فالجهل ثم الجهل هو من يجعل فتيات المسلمين يرددن كالببغاء كلمات ،الحرية والمساواة وهما يقضدن فقط الإختباء وراء كلمات وشعارات تخدم تبجحهن و رغبتهن في الحرية بين قوسين ، حرية يكن سجينات لها.
الحرية تكون بإحترامي أولا لديني ولنفسي وبها أفرض إحترام المجتمع، بتخلقي ولباسي المحترم، بمساهمتي في المجتمع ومحاولتي الإصلاح ومساعدة المحتاجين ببر والديا أولا ثم زوجي وأولادي، حيث قال عليه الصلاة والسلام: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)) سنن الترمذي.
فدعونا لا نحتار أو نتوه في أيامها هاته كثر القيل والقال،دون دعائم أو ركائز إسلامية. فمتى إبتعدنا عن ديننا إلا وتخالطت خطانا و وتدبدت قراراتنا .
ويبقى قرار إختيار الزوج أو الزوجة ليس بالأمر الجلل إذا ما طبقنا ما أمرنا به ديننا الإسلامي كما نرغب بشريك يحقق أكبر نسب الكمال فلنبدأ بأنفسنا و أي درب نسلك وما مدى علاقتنا وقوة تعلق روحنا، بروحانيات تنير طريقنا وتسكن بالنا فالراحة النفسية والطمأنينة تأتي بالإيمان وبذكر الله مصداقا لقوله تعالى :الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّه أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» الآية 28 من سورة الرعد.
فذكر الله يربط العبد بربه كما في الحديث القدسي أن الله سبحانه يقول: أنا مع عبدي إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه يعني الملائكة، والله جل وعلا قال: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ)، فكيف يستغني العبد عن ذكر الله الذي يقربه إلى الله ويمنحه أن الله يذكره ويثني عليه في الملأ الأعلى، هذه فوائد عظيمة لذكر الله عز وجل.