ساعات تفصلنا عن حسم نتائج الانتخابات الأمريكية 2024: متى نعرف من فاز في السباق إلى البيت الأبيض؟”
توجه الناخبون الأمريكيون اليوم الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم المقبل، في واحدة من أبرز الانتخابات الرئاسية التي تشهدها الولايات المتحدة. يتنافس في هذه الانتخابات نائبة الرئيس الحالية، كامالا هاريس، عن الحزب الديمقراطي، ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري. ويعد هذا السباق الانتخابي واحدًا من أكثر الانتخابات تنافسية في التاريخ الأمريكي الحديث، إذ يمثل كل مرشح جزءًا من رؤية سياسية متباينة
تخوض كامالا هاريس، التي تشغل منصب نائب الرئيس في إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، الانتخابات بعد أن لعبت دورًا محوريًا في إدارة بايدن طوال فترة ولايته. تحت قيادتها، ركزت الإدارة الديمقراطية على قضايا مثل التغير المناخي، الرعاية الصحية، وإصلاح العدالة الجنائية. بالإضافة إلى ذلك، تتبنى هاريس سياسات تدعم حقوق المرأة، والمساواة بين الأعراق، وتعزيز التحالفات الدولية. تروج هاريس لرؤية تهدف إلى “الاستمرار في التغيير” الذي بدأ في عهد بايدن، مستندة إلى سياسات تقدمية ومجتمعية.
من جهة أخرى، يسعى دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، للعودة إلى البيت الأبيض بعد خسارته في انتخابات 2020 أمام جو بايدن. يواجه ترامب منافسة قوية داخل حزبه الجمهوري، لكنه لا يزال يتمتع بشعبية واسعة بين مؤيديه الذين يؤيدون رؤيته القوية على المستوى الاقتصادي والأمني. يقدم ترامب نفسه كمرشح لتجديد القوة الأمريكية في الساحة العالمية، والحد من الهجرة، وتعزيز الاقتصاد من خلال سياسات تقشفية. عودة ترامب إلى الساحة السياسية تحمل معها جدلاً كبيرًا بسبب مواقفه المثيرة للجدل واتهاماته المتعلقة باحتيال الانتخابات في 2020.
الانتخابات الحالية تأتي في وقت حساس للولايات المتحدة، حيث يواجه النظام السياسي الأمريكي العديد من التحديات الداخلية والخارجية. من ضمن هذه التحديات، التوترات الاقتصادية والبطالة، بالإضافة إلى مشكلات تتعلق بالأمن القومي والعلاقات الدولية، خاصة بعد الأزمات في منطقة الشرق الأوسط وحرب أوكرانيا. كما أن قضية الفساد السياسي واستمرار النزاع حول نتائج انتخابات 2020 ما تزال تؤثر في الثقة العامة بالعملية الانتخابية.
مع تزايد الانقسامات السياسية في الولايات المتحدة، يتوقع الخبراء أن تكون نتائج الانتخابات هذه المرة غير حاسمة تمامًا في ليلة الانتخابات نفسها. حيث يمكن أن تستغرق بعض الولايات عدة أيام أو حتى أسابيع قبل حسم نتائج التصويت النهائي، خاصة في ظل الاهتمام الكبير بالتصويت عبر البريد والتصويت المبكر، الذي قد يؤخر إعلان النتائج في بعض الولايات الهامة مثل بنسلفانيا وميشيغان وأريزونا.
تعد انتخابات 2024 في الولايات المتحدة حدثًا محوريًا في تاريخ البلاد، حيث ستحدد المسار السياسي والاقتصادي للسنوات المقبلة. ستتجه الأنظار إلى مراكز الاقتراع في الولايات المختلفة لمعرفة من سيحسم السباق إلى البيت الأبيض: هل ستستمر كامالا هاريس في قيادة الأمة مع رؤية تقدمية، أم ستعود الولايات المتحدة إلى نهج ترامب الذي يعتمد على القومية والشعبوية؟ الإجابة على هذا السؤال ستكون لها تداعيات كبيرة ليس فقط على السياسة الأمريكية، ولكن على الساحة العالمية أيضًا.
ومن المقرر أن يبدأ الرئيس المنتخب فترة ولايته بعد تنصيبه يوم الاثنين 20 يناير 2025، في أراضي مجمع الكابيتول الأمريكي. وسيكون هذا التنصيب الرئاسي الستين في تاريخ الولايات المتحدة.
وسيشهد الحدث أداء الرئيس الجديد اليمين الدستورية على تعهده باحترام الدستور ثم إلقاء خطاب تنصيبه.
