الذكريات الحلوة… أقوى!

1

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

صحوة القلب

ولم يعد يفصل بينهما سوى بضع خطوات..وفجأة مرة أخرى، وجد الزوج نفسه يقف تماما، وقد تسمرت قدماه بالأرض ..وكادت تفلت من شفتيه صيحة ذهول!..فقد وجد نفسه يقف وجها لوجه أمام زوجته وأم أطفاله..المرأة التي تركها غاضبا حانقا منذ أربع ساعات.. وهو يقسم بألا يعود إليها..

ورفعت عيناها..ورأته يقف أمامها..وقالت في هدوء بصوت تخنقه العبرات : أنت؟!

-وماالذي جاء بك إلى هنا ؟

– جئت أشكو همومي للبحر!..

– وهل إستمع إليك..وماذا قال لك؟

-قال أشياء كثيرة .. ماأشبه أمواج البحر بكم أنتم يا معشر الرجال.. هل ترى هذه الموجة العاتية القادمة ..تأملها في ثورتها ، ثم إنظر إليها عندما تقترب من الشاطئ وتهدأ وتتلاشى!

-إذن فهذا هو ما وجدته في جلستك وحدك..وفي تأملاتك لمياع البحر في الظلام!

– لا.. ليس من أجل هذا وحده جئت إلى هذا المكان!

ثم نظرت إليه وكأنها تسأله:

ألا يذكرك هذا اللقاء بشئ؟

..وهذا الموج الثائر

ولما لم تجد جوابا..عادت إلى منديلها مرة أخرى تمسح به دموعها ثم قالت : منذ ثماني سنوات مررنا أنا وزوجي بهذا المكان وجلسنا على هذا المقعد، نكنل إحتفالنا بعيد زواجنا الأول!

وخفق قلبه، وهو يمد يده في هدوء لتلتقي بيدها وتتعانق اليدان..وقال يهمس في أذنها في صوت نادم:

“سامحيني يا حبيبتي ” ثم رفع يدها وقربها إلى وجهه ولثمها بشفتيه وهو يتمتم :

-سأعود إليك ..نفس الرجل الذي عرفتيه..لن أسيء إليك بعد اليوم!

وقامت ،ومشت معه وقد تشابك ذراعهما وإستندت برأسها الصغير على كتفه..وألقت نظرة أخيرة إلى البحر من نظرة سريعة عابرة..لقد حمد الموج الثائر..وإنسابت مياهه الدافئة في هدوء لتختلط بالرمال الناعمة التي لم تفترق عنها أبدا..

نهاية

 

 

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

تعليق 1
  1. ام ايه يقول

    تستحق القراءة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.