إسماعيل نوردييف: عودة قوية لمقاتل حفر اسمه في عالم الفنون القتالية المختلطة
وُلِد إسماعيل نوردييف في غروزني بالشيشان عام 1996، وانتقل مع عائلته إلى النمسا بحثًا عن الأمان بعد الحرب. منذ صغره، لم يكن لنوردييف موارد أو مدربين يدعمون مسيرته؛ اعتمد على نفسه كليًا، يتدرب ويخوض نزالاته دون فريق، مكتسبًا خبرة مع كل مواجهة. اشتهر بلقب “الفتى العجيب النمساوي” بفضل أسلوبه المميز ومهاراته في الركلات الدورانية، التي جعلت له بصمة فريدة في عالم القتال.
بدأ نوردييف مسيرته الاحترافية عام 2019 في UFC، حيث واجه ميشيل برازيريس، وحقق فوزه الأول بقرار بالإجماع. ورغم تعرضه لبعض الهزائم، إلا أنه واصل إظهار مهاراته وحاز احترام مجتمع الفنون القتالية. حصيلته في UFC كانت متعادلة (2-2)، لكن أداؤه خلال هذه الفترة أكسبه شعبية واحترامًا واسعًا.
بعد مغادرته UFC، واصل نوردييف رحلته في بطولات مختلفة؛ انضم إلى Elite MMA Championship ثم Brave Combat Federation، حيث خاض نزالات صعبة مع خصوم من الطراز الأول. مرّ بفترات معقدة، شملت إصابات وقرارات مثيرة للجدل في النزالات، لكنه لم يفقد شغفه أو عزيمته. في خطوة استثنائية، قرر نوردييف الانتقال إلى فئة الوزن المتوسط، وأثبت جدارته بتحقيق فوز مذهل عبر الخنق القاتل في الجولة الأولى ضد طهار حدبي في بطولة Brave CF 79.
كانت عودته الأخيرة إلى UFC في أكتوبر 2024 خلال UFC 308 لحظة مفصلية في مسيرته، حيث واجه المقاتل البرازيلي برونو سيلفا. بفوزه بقرار الإجماع، أثبت نوردييف أنه ما زال يمتلك القوة والبراعة، ليعيد الأنظار إليه ويعزز مكانته كمقاتل قادر على مقارعة الكبار.
يعد نوردييف اليوم مثالاً للإصرار والعزيمة؛ رغم كل الصعوبات التي واجهها، عاد بقوة إلى القمة، حاملاً معه تجربة غنية وشغفًا لا يتوقف عن التجدّد في حلبات القتال.
ورغم أصوله الشيشانية ونشأته في النمسا، أصبح يحمل أيضًا الجنسية المغربية في السنوات الأخيرة. قصة نوردييف مع الجنسية المغربية تعكس تقديره للعلاقات الثقافية والشخصية التي بناها مع المغرب، إضافةً إلى جذوره القوقازية التي تتشابه ثقافيًا مع المجتمع المغربي.
ارتباط نوردييف بالمغرب يعود إلى عدة عوامل، منها انخراطه في مجتمع مغربي ودعمه من طرف مغاربة يحبون رياضة الفنون القتالية، بالإضافة إلى علاقاته القوية داخل هذا المجتمع، والتي أثرت عليه إيجابيًا وشجعته على التقدم بطلب للحصول على الجنسية المغربية. كذلك، أصبحت المغرب بالنسبة له مركزًا للتدريب والتطوير، حيث يزور البلاد بانتظام ويشارك في فعاليات رياضية ويجري تدريبات مع رياضيين مغاربة.
الجنسية المغربية فتحت لنوردييف آفاقًا جديدة، حيث يعتبر تمثيل المغرب في بعض المنافسات مصدر فخر له. كما أن الجنسية الثانية تمنحه شعورًا بانتماء أوسع إلى ثقافة مجتمع آخر يشترك معه في القيم والاحترام المتبادل، ويزيد من عمق علاقاته بالمغرب.