ريمونتادا تمنح برشلونة فوزًا مثيرًا 5-4 على بنفيكا في دوري أبطال أوروبا
شهدت مباراة ملحمية جمعت بين بنفيكا وبرشلونة ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا انتصارًا مثيرًا لصالح الفريق الكتالوني بنتيجة خمسة أهداف مقابل أربعة. المباراة، التي أُقيمت ضمن الجولة السابعة من مرحلة الدوري، تحوّلت إلى واحدة من أبرز المواجهات التي يمكن وصفها بالتاريخية في هذا الموسم من البطولة.
بدأ الشوط الأول بسيطرة ميدانية واضحة من جانب فريق بنفيكا، الذي تمكّن من إنهاء هذا الجزء من اللقاء متقدمًا بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد. كان النجم البارز للشوط الأول هو اللاعب بافليديس، الذي وقّع على هاتريك رائع، حيث افتتح التسجيل سريعًا في الدقيقة الثانية ثم أضاف هدفًا آخر بالدقيقة 22، واختتم ثلاثيته الدقيقة 30 عبر ركلة جزاء أثبتت براعة تنفيذه.
أما هدف برشلونة الوحيد في هذا الشوط فجاء عن طريق المهاجم المخضرم روبرت ليفاندوفسكي الذي سجل من ركلة جزاء في الدقيقة 13، معيداً بعض الأمل لفريقه مع مجريات المباراة التي بدت صعبة للغاية.
في بداية الشوط الثاني، ظهر برشلونة برغبة جامحة للعودة إلى المباراة رغم تأخره الكبير. شهد هذا الشوط اندفاعاً هجومياً ملحوظاً وتركيزاً عالياً من لاعبيه. البداية جاءت في الدقيقة 64 عندما أحرز رافينيا الهدف الثاني بشكل غير مألوف بعدما اصطدمت الكرة برأسه إثر خطأ من حارس بنفيكا. إلا أن الآمال البرشلونية سرعان ما تعقّدت مرة أخرى بعد أن أحرز أراوخو مدافع برشلونة هدفاً بالخطأ في مرماه بالدقيقة 68، ليتقدّم بنفيكا مجددًا بنتيجة 4-2.
ومع اقتراب المباراة من نهايتها، قدّم برشلونة أداءً خارقًا في العودة. الدفعة التي قادها ليفاندوفسكي أثمرت عن إضافة هدف ثالث في الدقيقة 78 من ركلة جزاء جديدة أتقن تنفيذها بأعصاب هادئة. استمرت المحاولات الكتالونية المكثفة وسط ضغط غير مسبوق على خط دفاع بنفيكا حتى استطاع المدافع إيريك جارسيا في الدقيقة 87 تسجيل هدف التعادل برأسية محكمة أثارت فرحة عارمة بين لاعبي وجماهير فريقه.
لكن اللحظة الأبرز جاءت في الدقيقة 99، حين استغل برشلونة هجمة مرتدة خاطفة قادها رافينيا بهدوء وحنكة كبيرة، مسجلاً الهدف الخامس الذي رجّح كفة فريقه ومنحهم الانتصار. وصف النقاد الهدف على أنه إعلان لواحدة من أقوى الـ”ريمونتادا” التي شهدتها النسخة الحالية من دوري الأبطال.
من ناحية أخرى، يمكن القول إن تشكيلة برشلونة لعبت دورًا مهمًا في هذا اللقاء الملحمي. المدرب اعتمد على مجموعة من اللاعبين المميزين الذين تم توزيعهم بخطة هجومية واضحة تضم الحارس تشيزني، والمدافعين أراوخو وبالدي وسيرجيو كوبارسي. في الوسط، تولى كل من بيدري وجافي دور صناعة اللعب والإمداد الهجومي، فيما شكّلت ثلاثي الهجوم المكون من ليفاندوفسكي ورافينيا ولامين يامال الخطر الأكبر على مرمى المنافس.
بهذا الانتصار الاستثنائي، يكون برشلونة قد خطّ صفحة جديدة في تاريخه الحافل بالإنجازات، ورسّخ مكانته كفريق لا يُستهان به في أصعب الظروف، ليواصل مشواره بإصرار وعزيمة في البطولة الأغلى قاريًا.