لماذا نهوى تعذيب أنفسنا؟
لماذا نهوى تعديب أنفسنا؟
لكل منا في لحظة من لحظات حياته تساؤلات تجوب الخاطر:
ما جدوى الصراع في هذه الحياة مادام آخرها موت؟
لما النقاشات والصراعات مع الأحبة مادام آخرها موت؟
لما عقوق الوالدين ونكران الجميل لأي شخص أحسن إلينا مادام آخرها موت؟
بل نضخم المشاكل ونعظم المصائب ونأخد كل هين بصعوبة وتعنت, كأننا نتمتع بتعذيب أنفسنا ونختمها بسكري أو ضغط الدم مادام آخرها موت فلما الشقاء والعناء وتكديس الأموال ليستمتع بها غيرك,عش لدنياك كأنك تعيش أبدا وإعمل لأخرتك كأنك تموت غدا
إجعل هذا مبدأ حياتك ولا تبالي.
أساء لك شتمك أو إغتابك فقد أحسن إليك وأهداك حسناته,لا تبالي بمن إمتلك البيوت والقصور أو السيارات واليخوت, السعادة ليس في المال والرفاهية بل السعادة فينا في قلوبنا لأننا نحسها من قلوبنا ترفف ولأنها تنبع من إعتقاداتنا, فلكل منا مفهومه الخاص للسعادة البعض يجدها في شريك الحياة المثالي والبعض في المال والاخر في الصحة والبعض في العائلة والملمة والحميمية والبعض في زهده وتقربه لله.
الحياة تلاهي كل في فلكه يسبح,كل واحد فينا يجاهد ويعافر لمصلحته الشخصية وهذا ليس عيبا بحد ذاته
لكن العيب في أن تنعدم الانسانية والرحمة في التعامل بين الناس ,أن يسود الجفاء والمادية والعنجهية وللأسف هذا مانعيشه في زمننا هذا.
الأخ ينكر أخاه والإبن يعوق والديه ,الأخت تخون أختها نؤذي بعضنا دون أن نحس بالذنب لماذا كل هذا النكران والحقد والأنانية هل فعلا الحياة تستحق مانفعله لأجلها؟
لماذا نحن أغبياء لهذه الدرجة رغم أن كل منا عاش وفاة عزيز أو قريب وقد مات ولازال لديه مشاريع ومواعيد ولم يكن ينتظرأن يخطفه الموت من وسط عائلته ,أنا لا أقول أن نستسلم للموت أو لليـأس بل أن لا تلهينا الحياة عن التفكير في الغد ,أن نحياها بدون أن تلهينا وتشغلنا عن ذكرالله وصلة الرحم والبر بوالدينا والالتزام بسنة نبينا في أبسط روتين الحياة.
الصدقة تريح الضمير وتعطيك إحساس رائع بلذة العطاء وقضاء حاجة سائلٍ, ترمم ما ضاع من روحك في ظل حياة صعب العيش فيها بعفوية وصدق ونزاهة وهو مابات الآن غباءا.
فيما أصبح النصب الربا الكذب والنفاق فهلوة الحياة وذكاء .
شغلتنا متاعب الحياة وأثقلت مشاكلها كاهلنا ,ندور في حلقة مقفلة لسد حاجاتنا المادية وهي مشكلة هذا العصر الأولى.
المال وبغية الحصول عليه إستحل الحرام ,الغاية تبرر الوسيلة حكمة بين قوسين إذا أردنا أن نسميها حكمة باتت دارجة, وبها تبرر أغلب أخطاءنا .
لا يهم إن أخطئنا لكن التمادي فيه ونكرانه, هو الذي يفاقم الوضع والإعتراف أوالإعتذار باتا من الخصال المفقودة والنادرة في عصرنا هذا.
فكرتنا عن الإرتباط أو الزواج تكاد تكون خاطئة ونتحمل مسؤولية تفكير أبنائنا فيها, ينسى الأهل الشرح لأولادهم ماهية الزواج كمؤسسة إجتماعية مهمة, إذا صلحت ونجحت تنامى وإزدهرالمجتمع لكن للأسف في ظل الظروف وإهمال الأهل وسرعة وثيرة الحياة ,حتى لانكاد نستوعب نرى أطفالنا أصبحوا شباباً وشابات يتهافتون لمشاركتنا لباسنا وسياراتنا وأغراضنا ونحن تائهون في الصراع مع الحياة وتلبية متطلباتها .
أصبح معظمنا لاهيا وراء لقمة العيش وننسى شبابنا الذي يمرلأننا نتعامل بحزم وجدية, والدنيا لا تستحق هذا.
لما لا نعيش ونحن متنفائلين ونواجه مشاكلنا بسلاسة, نعم نربي نجاهد من أجل أولادنا لكن لا ندعهم ينسونا مانحن وننطفئ كالشمعة التي تذوب ولا يتذكر أحد أنها كانت موجودة أصلا .
نزرع ونربي في أولادنا القيم الإسلامية لأنهم بها سيبرونا ,ونأسس لبناءٍ بأعمدةٍ راكزةٍ لا يهزها ريح أو عاصفة فالولد الصالح هو إمتداد لنا بعد موتنا,وتنقطع أعمالنا من الدنيا إلاّ بإبن صالح يدعو لك, فربه وإزرع الحب والحنان وأفهمه الحياة ولا تبخل بنصائحك عليه وعش حياتك لاتنسى نفسك حياتك وشبابك ,لاتنسى الغد إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً وإعمل لأخرتك كأنك تموت غداً.
فليكن هذا مبدئك في الحياة ,تعش مرتاح البال نتعم بحياتك مطمئن أنه لن يصيبك إلا ما كتبه الله لك و لا تضيع أي لحظة من لحظاتها فإن الوقت يمر ولن يعود ليصحح مافات…….يتبع