معاناة الأسر و كورونا
حلت كورونا على حين غرة لتغير مسار العالم بأسره وسجنت الأسر و الأطفال الذين لا يكادون يستوعبون ماهية هذا الفيروس و خطورته ,أكيد سيكرهون ذكراه لأنه حرمهم من اللعب وحرية التنقل والحركة كما إعتادو.
ناهيك لضيق مساحات السكن خاصة أن أغلبية الأسر تعيش في شقق لا تسمح بوجود فضاء للعب .
وبمسؤوليةٍ مُضاعفة للوالدين وجدو أنفسهم مُجبرين على متابعة أطفالهم في تعليمهم بل حتى في فهم الدروس وإستيعابها لشرحها لأطفالهم, لأن دور المدرس والمدرسة توقف وسلطة ورهبة الأستاذ لم تعد لها رقابة عليهم إذ أصبح مطلوب من الوالدين لعب كل الأدوار معا, إضافة لتسلل الملل والضجر لنفوس الأطفال رغم أنه حال الأولياء كذلك لكن الكبار عليهم التحمل والتأقلم للتخفيف على فلذات أكبادهم.
وإذا درسنا حال الوالدين سنجد أنهم يحتاجون لأطباء نفسيين وجلسات علاج لتخفيف كمية الضغط ورفع القليل من الثقل على كاهلهم , والحاجة كل الحاجة إلى إنعاش وإستخراج كمية الطاقة السلبية التي خُزِّنَتْ طيلة فترة الحجر الصحي.
بين تساؤلات وإلحاح الأطفال ماذا نفعل؟ لقد مللنا؟ نريد تغيير الجو , وبين ضغط الحجر ومعاناة الأطفال يقع الوالدين بين نارين, وهذا ولّد مشاكل بين الزوجين وحتى بين الآباء والأطفال وفي أغلب الحالات يتفاقم الوضع مع نفاذ الصبر وقلة حس المسؤولية عند بعض الأباء تصل المأساة إلى المحاكم وتتفتت الأسر و يضيع الأطفال بين الأرجل.
لهذا يلزم على الأهل التحلي بالصبر والحيلة , والتعاون على ضبط وتفريغ الضغط الذي يعانيه الأطفال وحتى الوالدين , و بتخصيص وقت للعب الجماعي والتحاور كأسرة والقيام بأنشطة ترفيهية وتربية حس المسؤولية والصبر عند الأبناء .
بقلم الكاتبة حنان دواي