قنصلية المملكة المغربية بباريس تحتفي بذكرتي المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال في حفل وطني مميز

ذة. رشيدة باب الزين باريس

شهدت دار المغرب بالعاصمة الفرنسية باريس، يوم السبت 15 نونبر 2025، تنظيم حفل وطني كبير بمناسبة تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة وذكرى عيد الاستقلال المجيد، وذلك بمبادرة من قنصلية المملكة المغربية بباريس، ممثلة في السيدة القنصل العام السيدة حبيبة الزموري.

وحضر هذا الموعد الوطني نخبة من الشخصيات، من بينهم نائب سفيرة المملكة بفرنسا، السيد نسيم التوروكي، إضافة إلى أفراد الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، ومجموعة من الأساتذة المحاضرين، وموظفي القنصلية، في لقاء حميمي جسّد عمق الارتباط بين مغاربة العالم ووطنهم الأم.
كلمة القنصل وافتتاح الحفل

افتتحت السيدة حبيبة الزموري الحفل بكلمة رحبت فيها بالحضور من مؤسسات رسمية وممثلي الجالية، مبرزة أهمية هذا اللقاء الذي يجسد معاني الوفاء للوطن ولتاريخه العريق. وتطرقت القنصل إلى المراحل المفصلية في تاريخ المغرب قبل وبعد الاستقلال، مستحضرة التضحيات التي قدمها المغاربة من أجل الحرية والسيادة، وكذا ملحمة المسيرة الخضراء السلمية التي تشكل حدثاً مفصلياً في تاريخ المغرب الحديث.

وأكدت الزموري أن جهود جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، ومقاربة الحكم الذاتي، مكّنت من تعزيز الاعتراف الدولي بعدالة القضية الوطنية، وهو ما تُوّج بتكريس يوم الوحدة كعطلة رسمية بالمملكة.

بعد كلمة الافتتاح، تم عرض فيلم وثائقي أعاد للحاضرين ذكريات المسيرة الخضراء، من خلال صور المشاركين وخطب جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، مسلطاً الضوء على قيم التضحية والوحدة التي طبعت هذه الملحمة الوطنية.

كما قدّم المؤرخ الدكتور محمد مريزيقي محاضرة قيّمة اصطحب فيها الجمهور في رحلة عبر فترة الخمسينيات وما بعدها، مروراً بسنوات السبعينيات التي شهدت انطلاق المسيرة الخضراء، مبرزاً التحولات الكبرى التي عرفتها المملكة خلال تلك العقود، وتفاعل الحاضرون بمجموعة من المداخلات التي أغنت النقاش وأبرزت اعتزاز الجالية بتاريخ وطنها.

ولم تخلُ الأمسية من اللمسات الفنية والأدبية، حيث أبدع شعراء مغاربة بقصائد رقيقة جسدت وحدة المغرب من شماله إلى جنوبه، كما قدّم فنانون مغاربة، من بينهم خالد العلوي وحسام بوطاهر، وسعيد فلامينكو “نداء الحسن” مجموعة من الفقرات الموسيقية التي أضفت على الحفل أجواء وطنية مفعمة بالحماس والفرح، بمرافقة فرقة موسيقية حضر صوت العود فيها بقوة.

وفي لحظة اعتراف وامتنان، تم تكريم أفراد من الجيل الأول من الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، ممن شاركوا في المسيرة الخضراء أو ساهموا في تعزيز علاقات الصداقة بين الشعبين المغربي والفرنسي، وقد قام بتسليم الشهادات التقديرية كل من السيدة القنصل حبيبة الزموري، والسيد نسيم التوروكي، وممثلين عن بعض الأبناك المغربية، في مبادرة لاقت تفاعلاً كبيراً من الحاضرين لما تحمله من رمزية ووفاء.

اختُتم الحفل بجلسة شاي مغربية أصيلة جمعت الحاضرين في أجواء أخوية، عكست روح التضامن والانتماء التي تميز أفراد الجالية المغربية، وقد ترك هذا اللقاء الوطني أثراً عميقاً في نفوس الحاضرين، لِما حمله من احتفاء بالتاريخ المشترك وتقدير للروابط المتينة بين مغاربة العالم ووطنهم الأم.

هذا الحفل الذي جمع بين التاريخ والفن والتكريم، أكد مرة أخرى أن حب الوطن لا تحدّه المسافات، وأن روح المسيرة الخضراء وقيم الاستقلال ما تزال تنبض في قلوب المغاربة أينما وجدوا.

الاستقلالالخضراءالمسيرةالمغربيةالمملكةبباريسبذكرتيتحتفيحفلفيقنصليةمميزوطنيوعيد
Comments (0)
Add Comment