سأل الممكن الممكن المستحيل..أين تقيم؟ فأجاب في أحلام العاجز “لرانبدرانات طاغور”
ولد طاغور في عام 1861. وفي الرابعة عشرة من عمره توفيت والدته. واكتشف طاغور في هذا العمر معنى الحب الإنساني عند إحدى قريباته. وفي أحد أيام عام 1883، عرف طاغور في رؤيا أن الحب الإنساني واحد مع حب الطبيعة وحب الله؛ يقول في ذكرياتـه:
كانت الشمس تشرق بتؤدة فوق أوراق الأشجار وفجأة، بدا وكأن نقاباً انزاح من أمام ناظري. لقد أبصرت العالم كله مغموراً بمجد يفوق الوصف؛ أمواج من الفرح والجمال تومض وتتصادم من كل صوب لم يكن ثمة شيء أو أحد لم أكن أحبه في تلك اللحظة وفي كلية رؤياي لاح لي أنني كنت شاهداً على حركات جسم الإنسانية بأسرها، شاعراً بموسيقى وبإيقاع رقصة سرية.
في العام التالي انتحرت شقيقته، أصيب بعدها بصدمة غيرت فكره وقاده ذلك إلى محبة الإنسانية جمعاء، بدلاً من التمسك بالحب الفردي .توالت الأحداث المؤلمة في حياة طاغور ، لكنها كانت تنمي فيه روح اللاتعلق عنده.
بين سنة 1902 و 1918، عاش وجع فراق زوجه وثلاثة من أطفاله ووالده بوفاتهم المتوالي.
فقد كان وجعه وفراق أقرب الناس إليه خلق له صفاءا واسعا وضبطه لنفسه وخضوعه أمام الله الذي ورثه من والده، إنساناً نادرا لم يكن الموت سراً بالنسبة له، ولم يكن ليتطلب منه الألم. وكانت إحدى أغنياته التي استلهمها غاندي منه تقول:
أنا هذا البخور الذي لا يضوع عطره ما لم يُحرق،
أنا هذا القنديل الذي لا يشع ضوؤه ما لم يُشعَل.
كان طاغور يتميز بقدرته على تحويل الألم إلى فرح. وكان يعشق الحياة إلى حد أنه أراد ألا يضيع قداستها بالوقوف عند ما تسببه من الألم. مهمته تميزت بإزدواجيتها : اكتشاف ربه، إله الجمال، في الطبيعة والجسد والفكر والقول والفعل، وتغيير الحياة لتصبح جميلة بكليتها.