الغضب وقلة النوم.. خطران يهددان صحة القلب
في عالمنا المتسارع والمليء بالتوتر، يغفل الكثيرون عن تأثير الغضب وقلة النوم على صحة القلب، ورغم تحذيرات الأطباء المستمرة من خطورتهما. تشير الدراسات الحديثة إلى أن الانفعال الشديد قد يضاعف خطر الإصابة بجلطة قلبية خلال ساعتين فقط من حدوث الشجار، مما يجعله عاملاً خطيراً على الصحة القلبية.
ويُعد الغضب استجابة طبيعية للضغوط، لكنه يصبح خطراً عندما يتحول إلى عادة متكررة تؤثر على الصحة الجسدية. بحسب خبراء القلب، يؤدي الغضب إلى إفراز كميات كبيرة من هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين والكورتيزول، مما يرفع معدل ضربات القلب ويزيد ضغط الدم، وهو ما قد يسبب تلفاً في الشرايين ويؤدي إلى نوبة قلبية مفاجئة.
و دكرت مصادر مطلعة، أن “التعرض لنوبات الغضب المتكررة يزيد من الالتهابات في الجسم ويُضعف الأوعية الدموية، مما يسرّع من عملية تصلب الشرايين”. وأضاف أن التحكم في الغضب من خلال تقنيات التنفس العميق والتأمل يمكن أن يقلل من المخاطر القلبية بشكل كبير.
على الجانب الآخر، تمثل قلة النوم خطراً آخر على صحة القلب، حيث تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة مستويات الكوليسترول الضار، ما يعزز احتمالية الإصابة بالجلطات. وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات يومياً أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 48%.
نفس المصادر أكدت أن “النوم غير الكافي يتسبب في اختلال وظائف الجسم الحيوية، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب المزمنة”. لذلك، يُنصح بالحصول على سبع ساعات من النوم المتواصل يومياً للحفاظ على صحة القلب وتقليل خطر المضاعفات.
للوقاية من هذه المخاطر، يوصي الخبراء بعدة إجراءات صحية، منها:
ممارسة تمارين الاسترخاء، مثل التأمل واليوغا، والابتعاد عن المواقف المثيرة للتوتر،تجنب الشاشات الإلكترونية قبل النوم، والحرص على النوم والاستيقاظ في مواعيد منتظمة،اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه والبروتينات الصحية، مع تقليل تناول الدهون المشبعة والمقليات.
ممارسة الرياضة بانتظام: مثل المشي أو الجري لمدة 30 دقيقة يومياً لتحسين الدورة الدموية.
وتبقى صحة القلب مسؤولية شخصية تتطلب وعياً وسلوكيات صحية مستدامة. فبالتحكم في الغضب والحصول على قسط كافٍ من النوم، يمكننا الحفاظ على قلوبنا قوية ونبض حياتنا مستمراً.