سبتة ومليلية: مدينتان مغربيتان تحت الاحتلال الإسباني بين التاريخ والواقع

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

تعتبر مدينتا سبتة ومليلية من أهم النقاط الجغرافية التي شكلت عبر التاريخ محطات استراتيجية للصراع بين المغرب وإسبانيا. رغم أنهما جغرافيًا جزء لا يتجزأ من التراب المغربي، إلا أنهما تخضعان للسيطرة الإسبانية منذ قرون، مما يجعلهما من أقدم بؤر الاحتلال في العالم.

سبتة: احتلتها البرتغال عام 1415، ثم انتقلت إلى السيادة الإسبانية عام 1580 بعد اتحاد تاجي البرتغال وإسبانيا.

مليلية: احتلتها إسبانيا عام 1497، مستغلة ضعف الإمبراطورية الإسلامية بعد سقوط الأندلس.

ورغم استقلال المغرب عن الاستعمار الفرنسي والإسباني عام 1956، لم تُرجع إسبانيا المدينتين، وظلتا تحت سيطرتها إلى اليوم، مع توسع في المستعمرات المجاورة لهما.

وتقع سبتة ومليلية على الواجهة الشمالية للمغرب، وتشكلان بوابتين هامتين بين أوروبا وإفريقيا. وتتمتعان بموانئ حيوية، ما يجعلهما من أهم النقاط التجارية والعسكرية في البحر الأبيض المتوسط. كما تعتمدان على نظام اقتصادي خاص يجذب المستثمرين والسياح، خاصة بسبب الإعفاءات الجمركية والضرائب المخففة.

ولطالما طالب المغرب باسترجاع المدينتين، معتبرًا إياهما جزءًا من سيادته الوطنية، في حين تصر إسبانيا على أنهما أراضٍ إسبانية، مستندة إلى حجج تاريخية وقانونية.

وفي السنوات الأخيرة، تصاعدت حدة التوترات بين البلدين، خصوصًا مع إغلاق الحدود خلال جائحة كورونا وتوقف تجارة التهريب المعيشي، مما أثر على الوضع الاقتصادي في المدينتين.

على المستوى الدولي، لا تعترف الأمم المتحدة بالسيادة الإسبانية على المدينتين، ولكن لا يوجد دعم واضح لمطلب المغرب. بالمقابل، تعتبر إسبانيا أن المدينتين جزء لا يتجزأ من أراضيها وتدرجهما في إطار الاتحاد الأوروبي، رغم أن المغرب يستند إلى مبدأ تصفية الاستعمار لاستعادتهما.

وتبقى سبتة ومليلية ملفًا شائكًا في العلاقات المغربية الإسبانية، بين التاريخ والواقع، وبين المطالب المشروعة والمصالح الاستراتيجية. ورغم التوترات، يظل الحل الدبلوماسي هو السبيل الأمثل لحل هذا النزاع الطويل الأمد، خاصة في ظل المصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة بين البلدين.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.