ثماني عائلات تواجه المجهول بعد هدم ضيعة “با حنا” بسوكوما… مأساة صامتة تُنادي الضمير والمسؤول

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في مشهد يحمل بين طياته الألم والحسرة، استيقظت ثماني عائلات مستقرة منذ أكثر من ثلاثين سنة في ضيعة “با حنا” الواقعة بسوكوما التابعة لمنطقة معطى الله – محاميد، على وقع الجرافات وهي تهمّ بهدم مساكنهم البسيطة، دون سابق إشعار أو إنذار، في مشهد وصفه السكان بالـ”صادم” والـ”الهمجي”.

الأسر المنكوبة، التي اعتادت الاستقرار في أجواء من الأمن والطمأنينة، فوجئت بقرار مفاجئ للهدم، دون فتح أي باب للتواصل أو تقديم حلول بديلة تضمن الحد الأدنى من الكرامة والعيش الكريم. يقول أحد المتضررين، في تصريح لـ “دواي تيفي”، إن “السلطات لم تطرق بابنا يوماً لتنذرنا أو تتحاور معنا، بل جاءت فقط لتأمر وتنفذ، كأننا لاجئون على أرضنا”.

ويضيف آخر: “منذ سنة 2006، توافدت على الضيعة لجان وإحصاءات، لكن لم يكن هناك أي مؤشر يُنبئ بأننا سنُقتلع من جذورنا بهذه الطريقة. لقد وُعدنا وقتها بالاستقرار والأمان، واليوم تُقلب حياتنا رأساً على عقب، وكأننا لم نكن يوماً هنا”.

ويُطرح السؤال المُلح بين أبناء الضيعة: من المسؤول عن هذا القرار المفاجئ؟ وأين كانت السلطات طيلة العقود الماضية؟ بل أين كانت مواقفها حين شيدنا بيوتنا وسقينا أشجارنا وربينا أبناءنا بين هذه الجدران؟

ضحايا “ضيعة با حنا” ليسوا مجرد أرقام في سجل إداري، بل هم بشر عاشوا على أمل بسيط، يسعون وراء لقمة العيش، ويرددون في نهاية كل تصريحهم المبحوح: “عاش الملك… نحن لا نريد سوى الكرامة أو الموت، ولن نغادر أرضنا التي شهدت أعمارنا كلها”.

إن ما يحدث اليوم في “ضيعة با حنى” ليس فقط مأساة محلية، بل إنذار اجتماعي يدعو كل مسؤول وفاعل مدني وسياسي لمراجعة طرق التعاطي مع الفئات الهشة. فالسؤال الجوهري لم يعد فقط “أين سيذهب هؤلاء؟”، بل “أي نموذج تنموي نريد إن لم يكن الإنسان في صلبه؟”.

وتدعُو الساكنة، عبر منبر “دواي تيفي”، والي جهة مراكش آسفي إلى التدخل العاجل والفوري لوقف ما أسموه بـ”الحكرة” والظلم الذي طالهم، وإعادة النظر في طريقة التعامل معهم، في انتظار فتح حوار جاد ومسؤول يضمن كرامتهم وحقوقهم في السكن والاستقرار.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.