الوجه مغطى… لكن الجريمة كاملة”….دعارة رقمية تستدرج القاصرين وتوسّع شبكة وسطاء داخل المغرب

دواي طارق

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في ظل الانفجار الرقمي الذي يشهده المغرب، لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي فضاءً للتواصل وتبادل الأفكار فحسب، بل تحولت شيئًا فشيئًا إلى منصات خطيرة تُستغل من طرف شبكات مشبوهة تسعى للربح السهل على حساب القيم، والضحايا غالبًا ما يكونون قاصرين أو فتيات في وضعيات هشّة.

مصادر خاصة تحدثت عن نشاط متزايد لشبكات تعمل بطريقة منظمة داخل التراب الوطني، تستهدف الشباب المغربي من خلال إقناعهم، وخاصة الفتيات، بتصوير أجسادهم في مكالمات فيديو مقابل تحويلات مالية. الوجه مغطي؟ لا مشكلة، تقول الجهات التي تسوّق هذا “النشاط”، مؤكدين أن الأمر بسيط ومربح وآمن… في البداية.

المقلق في الأمر هو أن هذه الشبكات تعتمد وسطاء من داخل المغرب، أغلبهم من النساء، يلعبن دور المُغري والمطمئن في آن واحد. أما طالب الخدمة، فهو غالبًا من خارج البلاد، يبحث عن ضحايا يسهل استدراجهن مقابل المال. تبدأ القصة بمكالمات عابرة، ثم تتطور إلى محتويات أكثر جرأة، وصولًا إلى الدخول في شبكات دعارة رقمية دولية، تُستغل لاحقًا في الابتزاز، أو تُباع لمواقع إباحية تدر أرباحًا خيالية.

الخطير في هذه الجرائم أنها لا تظهر في الوهلة الأولى كجرائم، بل تُقدَّم على أنها فرص “عمل رقمي حر”، و”حرية شخصية”، حيث يتم إقناع الفتاة أو القاصر أن “لا أحد يعرف”، وأن “الوجه غير ظاهر”، وهو ما يُسقط الكثيرين في الفخ، ليكتشفوا لاحقًا أن الصور والفيديوهات تم تسجيلها، وأنهم صاروا تحت رحمة شبكات لا ترحم، تتقن الابتزاز والتلاعب النفسي.

في الوقت الذي تُطلق فيه دعوات غاضبة من جمعيات ونشطاء وفاعلين مدنيين، تظل السلطات المعنية في موقف المتفرج، وسط غياب قوانين زجرية محدثة تواكب طبيعة هذه الجرائم الرقمية المعقدة. المراقبة ضعيفة، والمتابعة القضائية غير كافية، ما يجعل الشبكات تتمدد، وتتحول من ظواهر فردية إلى مافيات رقمية منظمة، تجند المراهقات وتُغرِق الأسرة المغربية في دوامة لا نهاية لها.

الأسرة، المدرسة، الإعلام، الأمن، العدالة، جميعهم مطالبون بالتحرك. فالأمر لم يعد يتعلق بـ”محتويات هابطة” فحسب، بل بشبكات تستغل شبابنا وتجعل منهم سلعة على منصات مغلقة. وإذا لم تُفعّل الدولة آليات الردع والتوعية والمحاسبة، فإن الانهيار الأخلاقي لن يتوقف، بل سيتحول إلى منظومة موازية تنهش المجتمع من الداخل.

إن الوطن، الذي يطمح لنماذج شباب ناجحين ومبدعين، لا يحتاج لمن يُعرضون أجسادهم مقابل حفنة دولارات، بل يحتاج لقانون حازم، وتربية واعية، ورقابة صارمة تضع حدًا لـ”الحرية المغشوشة”… قبل أن نُفاجأ بجيل كامل غارق في مستنقع لا قاع له

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.