في سياق وطني يتجه بخطى واثقة نحو استحقاقات رياضية كبرى، احتضنت جامعة القاضي عياض بمراكش، بشراكة مع المندوبية الجهوية للجمعية المغربية للصحافة الرياضية، فعاليات المؤتمر الدولي الأول للإعلام الرياضي والرهانات الوطنية 2025-2030.
جاء هذا المؤتمر ليؤكد على التحول العميق الذي يشهده الإعلام الرياضي، بعد أن غدا فاعلًا محورياً في تشكيل الرأي العام، ومؤثراً استراتيجياً في قضايا الاقتصاد، والسياسة، والثقافة، إلى جانب أدواره التقليدية في نقل الأخبار وتحليل الأداء.
وقد افتتحت فعاليات المؤتمر بكلمة ترحيبية عكست حرص الجامعة على الانخراط الفعّال في القضايا الوطنية الراهنة، حيث جرى التأكيد على أهمية الإعلام الرياضي كرافعة من رافعات التنمية، وصناعة الهوية، وتعزيز الانتماء الوطني.
وشهد اليوم الأول تقديم ثلاثة عروض علمية وازنة تصدّرها الأستاذ بدر الدين الإدريسي بمحاضرة بعنوان “الإعلام الرياضي والدبلوماسية الموازية”، متبوعة بعرض للدكتور كريم حميد ناقش فيه “سيكولوجية الجمهور الرياضي، من الشعور الواحد إلى السلوك الواحد”.
ثم بمداخلة للأستاذ محمد أفزاز حول “التأثير الاقتصادي المرتقب لمونديال 2030 على المغرب”
وفي جلسات مسائية خصصت للتكوين العملي، استفاد حوالي 100 إعلامياً ودارساً من خمس ورشات مكثفة، تناولت تقنيات التعليق الرياضي، الأمن الرياضي، الجوانب القانونية المرتبطة بتأسيس الجمعيات واستغلال المنشآت الرياضية، إضافة إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل تقنية “VAR” وأثر المنصات الرقمية الرياضية على المشهد الإعلامي المعاصر.
وقد حرصت اللجنة المنظمة على أن يكون هذا الحدث العلمي مساحةً لتلاقي الخبرات ومناقشة التحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه الإعلام الرياضي، سواء في تجويد أدائه المهني أو في تعزيز أدواره المجتمعية.
كما تم التذكير، في أكثر من مناسبة خلال المؤتمر، بأهمية الاستثمار في الإعلام الرياضي كرافعة استراتيجية لمواكبة التحولات السوسيوثقافية والاقتصادية التي يعرفها المغرب، خاصة مع اقتراب مواعيد تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى.
واختتمت أشغال المؤتمر بلحظة وفاء وإنسانية، تم خلالها تكريم رمزين من رموز الإعلام الرياضي المغربي؛ الأستاذ بدر الدين الإدريسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، والإعلامي القدير عبد الرحمان الضريس، اعترافاً بإسهاماتهما الرائدة في تطوير الإعلام الرياضي الوطني وخدمة قضاياه النبيلة.
لقد جاء هذا المؤتمر ليكرس قناعة راسخة بأن الإعلام الرياضي لم يعد ترفاً أو نشاطاً هامشياً، بل أصبح مكوناً رئيساً في معادلة التنمية الوطنية، ما يستوجب مزيداً من الدعم الأكاديمي، والاستثمار المؤسساتي، والارتقاء بآلياته ومناهجه لمواكبة مختلف التحديات الراهنة.