وكالات أممية تحذر…خطر المجاعة يهدد غزة بالكامل وسط انهيار غذائي وزراعي شامل
أطلقت ثلاث وكالات أممية، هي منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة اليونيسف، تحذيرًا شديد اللهجة بشأن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، داعية إلى فتح المعابر بشكل فوري والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وسط مؤشرات خطيرة على اقتراب مجاعة شاملة وانهيار كامل للقطاع الزراعي.
ووفقًا لتقرير “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” الصادر مساء الإثنين، فإن جميع سكان غزة، البالغ عددهم حوالي 2.1 مليون نسمة، يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي. وقد صنّف 93% منهم في مراحل الأزمة أو أسوأ، بما في ذلك نحو 244 ألف شخص (12%) في وضع “مجاعة كارثية”، و925 ألفًا في مرحلة الطوارئ، بينما يعاني الباقون من أزمة غذائية حادة.
التقرير الأممي أشار إلى أن نحو 470 ألف شخص يعانون فعليًا من المجاعة في الوقت الراهن، فيما يحتاج أكثر من 71 ألف طفل و17 ألف أمّ إلى تدخل طبي عاجل لعلاج سوء التغذية الحاد، وهي أرقام مرشحة للارتفاع مع استمرار الحصار ونقص الإمدادات.
وعلى الصعيد الزراعي، أوضحت منظمة “الفاو” أن 75% من الأراضي المزروعة في غزة تعرضت للتدمير، إلى جانب تضرر ثلثي الآبار الزراعية، ما تسبب في شلل شبه تام للإنتاج المحلي. كما أن نحو 30% من الثروة الحيوانية باتت مهددة بالنفوق، في ظل النقص الحاد في الأعلاف والرعاية البيطرية.
في هذا السياق، أكدت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، أن “عائلات بأكملها تتضور جوعًا بينما تقف المساعدات على المعابر دون إذن”، مشددة على أن المجاعة لا تحدث فجأة بل نتيجة الحرمان المتعمد من الغذاء والرعاية.
من جانبها، حذرت مديرة اليونيسف، كاثرين راسل، من أن “الجوع وسوء التغذية باتا جزءًا من الحياة اليومية لأطفال غزة”، مطالبة بتحرك عاجل لتفادي كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وأشار التقرير إلى وجود أكثر من 116 ألف طن من المساعدات الغذائية جاهزة على المعابر، تكفي لإطعام مليون شخص لأربعة أشهر، لكنها لم تُدخل بسبب استمرار الحصار، فيما استُنفدت مخزونات الغذاء وأُغلقت كافة المخابز المدعومة بسبب نفاد الطحين والوقود.
ودعت الوكالات الأممية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لاحترام القانون الإنساني الدولي، والسماح بدخول المساعدات لتفادي تصاعد أعداد الوفيات إلى مستويات تتجاوز حد المجاعة خلال الأشهر القادمة.