المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية تختفي في ظروف غامضة بعد فضحها لانتهاكات ضد أسرى فلسطينيين
تشهد الأوساط الإسرائيلية حالة من الارتباك والجدل عقب إعلان اختفاء المدعية العامة العسكرية يفعات تومر يروشالمي، التي عُثر على سيارتها متوقفة قرب أحد شواطئ تل أبيب، فيما تركت رسالة داخل منزلها توحي بأنها كانت تمرّ بظروف نفسية صعبة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن السلطات الأمنية باشرت عمليات بحث واسعة، بعد أن تبيّن أن اختفاء يروشالمي جاء بعد أيام قليلة من تقديمها استقالة وُصفت بـ”المثيرة للجدل”، على خلفية اتهامات وجهت إليها بالمشاركة في تسريب معلومات ومواد مصوّرة تُدين الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم ضد أسرى فلسطينيين داخل سجن “سدي تيمان” سيئ السمعة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في نهاية الشهر الماضي فتح تحقيق جنائي بعد انتشار مقطع فيديو يُظهر جنودًا يعتدون بوحشية على أحد الأسرى الفلسطينيين، مؤكدًا أن التحقيق يشمل عناصر من النيابة العسكرية يُشتبه في تورطهم بتسريب المقطع. وفي تصريحات سابقة، أقرت يروشالمي بأنها نشرت بعض المواد الإعلامية “للتصدي للدعاية الكاذبة” التي يتبناها مسؤولون داخل المؤسسة العسكرية، بحسب ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت.
القضية أعادت تسليط الضوء على سجن “سدي تيمان”، الذي تتوالى بشأنه التقارير الحقوقية الدولية المنددة بانتهاكات خطيرة تُمارس داخله، تشمل التعذيب الجسدي والنفسي، والقتل تحت التعذيب، وحتى إخضاع المعتقلين لعمليات جراحية دون تخدير، كما وثقت ذلك هآرتس في تقاريرها السابقة.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، التي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 68 ألف قتيل و170 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب تدمير شبه كامل للبنية التحتية المدنية، فيما وصفت الأمم المتحدة الوضع بأنه من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
