ريادة الإسلام منذ الأزل في مجال حقوق المرأة
تناول العديد من الباحثيين والكتاب قضية المرأة وحقوقها ,وأسست جمعيات بعد عدة سنوات من المفاوضات بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والجماعات النسائية والمجتمع المدني، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 64/289 بالإجماع في 2 تموز (يوليو) 2010، يتم بموجبه إنشاء هيئة الأمم المتحدة للمرأة، عن طريق دمج “قسم النهوض بالمرأة DAW” والمعهد الدولي للتطوير والتدريب (INSTRAW الذي تأسس عام 1976) ومكتب الاستشارات الخاصة لشؤون الجندرة وتطوير المرأة (OSAGI تأسس عام 1997) و صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (UNIFEM تأسس عام 1976).
أعلن الأمين العام بان بانكي مون في تأسيس الحركة عن أنه ممتن للدول الأعضاء لاتخاذ هذه الخطوة العظيمة الهامة للنساء والفتيات في العالم.
ستعمل هذه الهئية على بذلك جهود كبيرة لتعزيز المساواة بين الجنسين وتوسيع الفرص والتصدي للتمييز في جميع أنحاء العالم.
ويتميز الإسلام في هذا المجال بمرونته في تناوله للمرأة. فقد وضع الأسس التي تكفل للمرأة المساواة والحقوق.
كما سنّ القوانين التي تصون كرامة المرأة وتمنع إستغلالها جسديا أو عقليا، ثم ترك لها الحرية في الخوض في مجالات الحياة.
ومع ذلك فإن بعض العادات والموروثات الثقافية والاجتماعية تقف أمام وصول المرأة المسلمة إلى وضعها العادل في بعض المجتمعات الشرقية وليس العائق الدين أو العقيدة.
فمن ناحية العقيدة: حطّم الإسلام المعتقد القائل بأن حواء (الرمز الأنثوي) هي جالبة الخطيئة أو النظرات الفلسفية القائلة بأن المرأة هي رجل مشوّه. فأكّد الإسلام أن المرأة والرجل متساويان مصداقا لرسولنا الكريم : إنما النساء شقائق الرجال.
في الحقيقة الإنسانية إلّا أنهما صنفان وذلك لحكمة إلهية كما أن آدم وحوّاء كانا سواء في الغواية أوالعقاب أوالتوبة. كما أن الفروق الفسيولوجية بين الرجل والمرأة لا تنقص من قدر أي منهما:
فهي طبيعة كل منهم المميزة والتي تتيح له أن يمارس الدور الأمثل من الناحية الاجتماعية. وكل هذا منصوص عليه في الموروث الإسلامي والمصادر النقلية من الكتاب والأحاديث.
لا يقتصر دور المرأة في الإسلام على كونها إمتداداً للرجل، رغم أن بعض العلماء والمؤرخون يختزلون دورها نسبة للرجل: فهي إما أمه أو أخته أو زوجته.
أما واقع الحال أن المرأة كانت لها أدوارها المؤثرة في صناعة التاريخ الإسلامي بمنأى عن الرجل.
فنرى المرأة صانعة سلام (كدور السيدة أم سلمة في درء الفتنة التي كادت تتبع صلح الحديبية). ونراها محاربة (حتى تعجب خالد بن الوليد من مهارة إحدى المقاتلين قبل أكتشافه أن ذلك المحارب إمرأة). ودورها في الإفتاء بل وحفظ الميراث الإسلامي نفسه..