كورونا إبتلاء داءٌ ودواء

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عرف العالم السنة الماضية نكسة غيرت مسار سائر البشرية  وهي جائحة كورونا ,التي دخلت على حياتنا بغتة وقلبتها رأساٌ على عقب, كأننا نشاهد فيلم أكشن بأحد القنوات الأجنبية التي تعرض فيلماٌ و إنتشار مرض ما وخلو الشوارع و إقفال المحلات و التسابق على المواد الغذائية ما كان يعتبر فيلما أصبحنا نحن أبطاله و أحداثه من واقع حياتنا المعاش.

لم يكن أحدا فينا يتوقع  فكرة  تقييد حرياتنا و توقف حياتنا بين ليلة و ضحاها و بعد متابعة الأخبار ووسائل الإعلام و رؤية مئات الجثث بل و آلالاف المؤلفة التي تكدس و كثرة الوفيات و إكتضاض المستشفيات معضلة إنسانية بمعنى الكلمة تركت حشوداٌ من الناس حول العالم تقف موقف الذهول و الخوف على أحبائها و معارفها.

فأجبر  الكل بلبس الكمامة , و الجلوس بالبيت  مع الإلتزام بالتدابير الوقائية لتفادي الإصابة بالعدوى , و هنا ظهرت خبايا عدة من حياة كل واحد منا , و بدأ التحاقن بين أفراد الأسر و إختبار أحاسيس لم تكن لتعاش لولا طول فترة الإحتكاك ممكن أن تكون عادت بالإيجاب على علاقات  دون أخرى , قد تكون أعطت فرصة للبعض لمعرفة بعضهم من جديد أو صححت أفكار اٌ مغلوطة قربت مسافات كانت بعيدة و قد تكون بينت حقيقة مشاعر و كشفت حقائق أشخاص نظراٌ للأزمة المادية التي سببت                        لأن لا شيء يكشف حقيقة أي شخص أمامك بقدر العشرة و الضائقة المادية .

و رغم مرور سنة تقريباً على هذا الوضع و فقدان لأغلب الناس أحبائهم بسبب هذا الفيروس القاتل لا تزال كورونا و سطنا تهدد حياتنا رغم بدء عملية التلقيح التي نرجو أن تمر بسرعة ليستفيد الجميع منها و ترجع لنا الحياة التي إفتقدناها و لم ندرك قيمتها إلا بعد ما سحبت من بين أيدينا , حياة كنا بالأمس القريب نشتكي من روتينيها الآن بتنا نتوق الرجوع إلى تفاصيلها.

و قد قربتنا هذه الأزمة أكثر من خالقنا أجبرتنا على إعادة كل حساباتنا التي كانت خاطئة وعرفنا أن لا شيء ذو قيمة في ظل كل هذه الفوضى , فما آرتاح و لا آطمئن إلا كل متعفف أو ذاكر لله و من خليت ذمته , و أدركنا معنى عبارة كن فيكن و أن الله عزيز ذو آنتقام و هو كذلك غفور رحيم فما علينا إلا الإمتعاض و أن نعيش حياتنا لكن دون أن ننسى آخرتنا فأعمالنا الدنيوية هي مفتاحنا للفوز.

أتمنى أن تمر عملية التلقيح بخير و سلام رغم أن لها أعراض جانبية  كإرتفاع الحرارة و الإحساس بالإرهاق الشديد و آلالام الظهر كل شخص حسب و ضعيته الصحية و قوة مناعته , إلا أنني أتمنى الصحة و العافية للجميع و أن يغادرنا هذا المرض الفتاك دون خط رجعة لتعود الحياة لسابق عهدها و يزور الأهل بعضهم بعد طول فترة الغياب و تعود عاداتنا وصلات الرحم  التي تزيد الرزق وتفك الأزمات , لا نعلم أي خير أو شر  جلب لنا هذا الفيروس  مصداقاٌ لقوله تعالى: و عسى أن تكرهو شيئاٌ وهو خير لكم  وعسى أن تحبوا شيئاٌ و هو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون .سورة البقرة

 

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.