تذكر دائما أننا عابري سبيل
مهما أثقلتك الحياة بهمومها، وإشتد عليك الوقت وغرقت في مشاكل الحياة ودوامتها الساحرة ،التي تنسينا بحقيقة نهايتنا وحتميتها، لماذا نحزن ونحمل هم الغد ومدبرها حكيم؟!
لماذا ننساق وراء مغريات الحياة ونحن ننسى أننا مهم بلغ ثراءنا ونفوذنا، لنا يوم سنفنى فيه ولن يتذكرنا ذاك الكم الهائل من الناس المحيطين بنا ماعادا أهلنا القربين (والدينا إخواننا وأزواجنا وأولادنا) .
لا ينفعنا إلا أذكارنا وتصدقنا أو تقربنا لله بأي عمل كان خالصا لوجهه، فهذه الدنيا تجرك وتغريك تقودك لطريق السهو وطمع الدنيا من نساء وملذات وتفاخر وتكاثر بالأموال والأولاد إلا من رحم ربي، وزرع فيه بعض الإيمان ويطرح بينه وبين نفسه أسئلة عن العالم الآخر المجهول الذي يعتبر محطتنا الأخيرة وما الدنيا إلا محطتنا الأولى نعد العدة ونحضر اللوازم الضرورية التي ستكفينا لمحطتنا الأخيرة.
لا نكتئب ونتحسر على قدرنا ونصيبنا في الدنيا ونظل نحمل هم الآخرة، بل نسعى لنعيش عيشة كريمة لاننسى بيها تقربنا لله، ونجمع نقاط ومحصولا بقدر مانستطيع لنقابل وجهه الكريم، وألا ننسى دائما أن ربنا جل في علاه غفور رحيم بعباده ، فعن أنس عن النبي ﷺ فيما يرويه عن ربه قال: إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة.
دائما نحسن الظن بالله وأن مايختاره لنا ويقدره هو دائما مايكون في مصلحتنا لأننا لا نعلم الغيب ولانعلم ماأنجانا منه ومايختبرنا به.
نسلم أمرنا لرب الكون ونحبه أكثر من حبنا لأنفسنا ولأمهاتنا ولأولادنا، فحبه لا يتغير ولا يتبدل حسب الظروف فكم منا تحول حبه لأولاده نقمة عليه، حتى لوالدينا بتنا نسمع عن حوادث ومشاكل الآباء والأولاد فحبه غير مشروط ولا يتغير ولا يكون مقرونا بمقابل أو مصلحة ،حبنا خالص لوجهه الكريم .
فلنتعض من وفاة عزيز ونلاحظ أن الحياة لا تقف لأحد ولا تحزن لفراق أحد ، فكل من هم حولك لن ينفعوك بشيء، إلا عملك وعلاقتك بربك وأولاد صالحون يدعون لك وصدقة جارية تبقى بعد مماتك.
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ) يعني أن الشيء الذي لا ينقضي اليوم ينقضي غداً ، والذي لا ينقضي غداً ينقضي بعد غدٍ ، فاعمل بتمهل وعدم تسرع ، لو فات اليوم فما يفوت اليوم يأتي غداً ، وهكذا .
وأما الآخرة : فاعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ، أي : بادر بالعمل ، ولا تتهاون ، وقدِّر كأنك تموت غداً ، بل أقول : قدِّر كأنك تموت قبل غد ؛ لأن الإنسان لا يدري متى يأتيه الموت .
وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما : (إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك.