انعقاد الاجتماع الأول لمجلس التوجيه الاستراتيجي لوكالة تنمية الأطلس الكبير برئاسة عزيز أخنوش
شهد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم انعقاد الاجتماع الأول لمجلس التوجيه الاستراتيجي لوكالة تنمية الأطلس الكبير، وهي المؤسسة التي أُنشئت خصيصًا من أجل متابعة وتنفيذ برنامج شامل لإعادة البناء والتأهيل في المناطق التي تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة زلزال الحوز. يعتبر هذا الاجتماع خطوة محورية نحو وضع الأسس العملية لتحقيق الأهداف المرجوة من البرنامج.
وفقًا لما جاء في بيان صادر عن رئاسة الحكومة، ركز الاجتماع على معالجة مختلف التحديات المرتبطة بتفعيل الوكالة واستعراض خطتها الاستراتيجية للمرحلة المقبلة. كما تم اعتماد خطة عمل شاملة وميزانية مخصصة لعام 2025، بهدف ضمان انطلاقة قوية وفعالة. إلى جانب ذلك، وافق المجلس على مجموعة من الوثائق المرجعية الأساسية لبدء العمل الرسمي للوكالة، بما فيها الهيكل التنظيمي والخطط المعتمدة لتدبير الموارد البشرية، ما يعزز من رؤية الوكالة ونهجها المنظم في إدارة المسؤوليات.
وخلال مداخلته في الاجتماع، أكد رئيس الحكومة على أهمية الدور المحوري الذي ستلعبه وكالة تنمية الأطلس الكبير في تعزيز التنسيق بين مختلف المشاريع التنموية والاجتماعية والاقتصادية التابعة للبرنامج. ودعا الوزارات والمؤسسات المعنية إلى ضرورة تكثيف الجهود والمضي قدمًا في تقديم استجابات سريعة ومدروسة تلبي احتياجات المتضررين، مشددًا على ضرورة العمل بروح عالية من الجدية والمسؤولية لضمان كفاءة التنفيذ وتنسيقه.
ستتولى الوكالة مسؤوليات متعددة على رأسها الإشراف الكامل على تنفيذ كافة مكونات البرنامج، مع التركيز في المرحلة الأولى على إعادة الإعمار والتأهيل الشامل بالمناطق المتضررة، مع الحرص على تضمين الأبعاد البيئية والحفاظ على الخصوصيات الثقافية والاجتماعية التي تميز هذه المناطق. كما سيتم الالتزام بأعلى معايير البناء المقاوم للزلازل للحد من أي مخاطر مستقبلية.
وستعتمد الوكالة منهجية متقدمة لمتابعة مسار تنفيذ المشاريع المختلفة من خلال إعداد تقارير دورية تفصيلية تتناول تطورات العمل ومستوى التنفيذ المالي وآليات السداد. إضافة إلى ذلك، سيتم تقييم النتائج المحققة ومقارنتها بمجموعة من مؤشرات الأداء التي تُعتمد للتأكد من تحقيق الأهداف المرجوة.
وأوضح البيان ذاته أن البرنامج يستند إلى رؤية شاملة تهدف إلى إصلاح الأضرار الناتجة عن الزلزال عبر نهج طموح يتضمن تقديم مساعدات مالية عاجلة للأسر المتضررة. كما يشمل البرنامج مشاريع لإعادة بناء المنازل والبنيات التحتية، مع وضع خطط تعزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية لهذه المناطق ليس فقط على المدى القصير، بل أيضًا لضمان استدامة التحسن على المدى المتوسط والطويل.
وفي سياق مرتبط بجهود إعادة البناء والتأهيل، قام رئيس الحكومة عزيز أخنوش برئاسة اجتماع آخر للجنة الوزارية المكلفة بالإشراف على هذا البرنامج. وخلال الاجتماع، أشار أخنوش إلى أن هناك دينامية إيجابية تصاعدية تعتمد على التعبئة السريعة والاستخدام الفعال للموارد لتنفيذ المبادرات التي تستهدف توفير إسكان مؤقت ومريح للمتضررين في أسرع وقت ممكن.
وأكد أخنوش أن الدعم المستمر من العاهل المغربي، إلى جانب الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة عبر التنسيق المستمر مع الفاعلين والمؤسسات، كان لهما دور رئيسي وحاسم في استعادة المناطق المتضررة لاستقرارها الطبيعي. كما نوّه بأن التنفيذ الدقيق والسليم لخطط إعادة البناء والتأهيل يعكس هذه الشراكة البناءة ويؤسس لمستقبل مستدام ومشرق لتلك المناطق.