مع فوز رئيس جديد بالانتخابات الأمريكية، تتوجه الأنظار إلى مواقفه بشأن القضايا الدولية. ومن بين هذه القضايا التي تحظى بأهمية كبيرة في منطقة شمال إفريقيا، مسألة اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، الذي أعلنه الرئيس نفسه دونالد ترامب عام 2020،” فماذا لو” قرر الرئيس إلغاء هذا الاعتراف؟ وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على الوضع الإقليمي والدولي؟
إلغاء الاعتراف سيكون بمثابة انتكاسة للعلاقات المغربية-الأمريكية، التي شهدت تطورًا ملحوظًا بعد الإعلان. قد يشعر المغرب بخيبة أمل تجاه واشنطن، مما قد يدفعه إلى إعادة تقييم تحالفاته الدولية وربما تعزيز علاقاته مع شركاء آخرين مثل الصين وروسيا.
على المستوى الدبلوماسي، سيؤدي هذا القرار إلى إعادة الزخم لجبهة البوليساريو، التي ستعتبره انتصارًا لموقفها. كما قد يدفع ذلك الأمم المتحدة إلى إعادة صياغة أولوياتها بشأن النزاع، وربما تزايد الدعوات للعودة إلى المفاوضات تحت رعاية دولية أكثر حيادية.
القرار قد يعزز التوترات في المنطقة، خاصة بين المغرب والجزائر. فالجزائر تعتبر الاعتراف الأمريكي تطورًا يضر بمصالحها الإقليمية. ومع إلغائه، قد تجد الجزائر فرصة لتكثيف دعمها للبوليساريو وإعادة طرح القضية في المحافل الدولية.
أما على الصعيد الداخلي، قد يثير هذا القرار شعورًا بالقلق بين المغاربة، الذين يعتبرون قضية الصحراء مسألة وحدة وطنية. كما قد يزيد الضغط على الحكومة المغربية لتبني استراتيجية جديدة تُبقي على مكتسباتها الدبلوماسية وتحافظ على موقفها القوي.
الاتحاد الأوروبي قد ينظر إلى هذه الخطوة كفرصة لتعزيز دوره كوسيط رئيسي في النزاع،اما الصين وروسيا: قد تستغلان الفراغ الدبلوماسي الناتج عن القرار لتعزيز حضورهما في المنطقة،الولايات المتحدة نفسها قد تواجه ضغوطًا داخلية من اللوبي المغربي في واشنطن ومن حلفائها الذين يدعمون موقف المغرب.
وقد يدفع إلغاء الاعتراف الأطراف المتنازعة إلى العودة لطاولة المفاوضات برعاية أممية جديدة.و قد يؤدي القرار إلى تصعيد التوترات في المنطقة، مما يهدد الاستقرار الإقليمي،وهنا قد يبحث المغرب عن شركاء جدد لدعم موقفه دوليًا، مما يغير خريطة التحالفات في شمال إفريقيا،وقد يؤدي القرار إلى تصعيد التوترات في المنطقة، مما يهدد الاستقرار الإقليمي.
يبقى إلغاء الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء احتمالًا قائمًا في حال تغير الإدارة الأمريكية، لكنه سيكون خطوة معقدة تحمل معها تداعيات كبيرة على المستوى الإقليمي والدولي. بالنسبة للمغرب، فإن الحفاظ على مكتسباته الدبلوماسية يستدعي نهجًا استباقيًا وشراكات متنوعة لتجنب أي انتكاسات محتملة،لاسمح الله.
يبقى “ماذا لو” سؤالًا جوهريًا يفتح أبواب التفكير النقدي ويعزز القدرة على استشراف المستقبل. طرح تساؤلات من هذا النوع ليس مجرد وسيلة لإثارة الجدل، بل هو دعوة للتفكير بعمق في القضايا التي تهم المجتمعات على المستويات المحلية والوطنية والدولية.