غزة تتحدى الصعاب: انطلاق العام الدراسي الجديد رغم الدمار
أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي في دولة فلسطين، اليوم الأحد، بدء العام الدراسي الجديد 2024/2025 في قطاع غزة، متجاوزة الصعوبات والتحديات الجسيمة التي خلفتها الحرب الأخيرة. ورغم الدمار الكبير الذي طال البنية التحتية التعليمية والنقص الحاد في الموارد والإمكانات، تؤكد الوزارة عزمها على المضي قدمًا في تعزيز الحق في التعليم لكل طالب وطالبة في هذا القطاع المحاصر.
وذكرت الوزارة، في بيان صحافي نقله المركز الفلسطيني للإعلام، أنها ملتزمة بضمان استمرارية العملية التعليمية من خلال استخدام المدارس القائمة التي صمدت أمام ظروف الحرب، إلى جانب تلك التي خضعت لعمليات ترميم وتجهيز في الفترة الماضية. كما أعلنت عن إنشاء نقاط تعليمية بديلة في مناطق مختلفة لتعويض النقص الحاد في المباني المدرسية، حيث بات ذلك ضروريًا لتوفير بيئة تعلم تناسب الأعداد المتزايدة من الطلبة.
وفي إطار الجهود المبذولة للتغلب على القيود التي فرضتها الظروف الراهنة، أوضحت الوزارة أنها ما زالت مستمرة في توفير التعليم عن بُعد كخيار أساسي للطلاب الذين حالت الظروف دون تمكنهم من الحضور شخصيًا إلى المدارس. هذه الخطوة تأتي لضمان عدم انقطاع العملية التعليمية واستمرارية تحصيل الطلبة لمعارفهم بالرغم من التحديات الهائلة التي تواجههم وعائلاتهم.
وشددت الوزارة على أهمية تكاتف المعلمين والطلبة وأولياء الأمور معًا لضمان نجاح هذا العام الدراسي الذي يحمل طابع التحدي والصمود. كما دعت إلى ضرورة تحرير الغرف الصفية التي تستخدم حاليًا كملاجئ لبعض العائلات النازحة، حتى تتمكن المدارس من استيعاب الطلاب بشكل كافٍ في ظل الحاجة الملحة إلى مساحات دراسية إضافية.
وفي جانب آخر من البيان، ناشدت الوزارة المؤسسات الدولية والمنظمات الأممية المعنية بحقوق الإنسان إلى التحرك العاجل لدعم قطاع التعليم في غزة. وطالبتها بممارسة الضغط على الاحتلال للسماح بإدخال شحنات المواد الضرورية لإعادة الإعمار، بما في ذلك مواد البناء، والقرطاسية، والأثاث المدرسي. هذه المطالبة تأتي بهدف تمكين العملية التعليمية من السير بشكل أقرب إلى الطبيعي وضمان بيئة تعليمية مهيأة للطلبة الذين يواجهون واقعًا قاسيًا يفوق التصور.
بهذه الجهود المتشابكة بين الداخل والخارج، تأمل الوزارة في تخفيف المعاناة عن سكان القطاع وتعزيز صمود المنظومة التعليمية لتظل إحدى ركائز الأمل والمستقبل.