طوابير الانتظار ومشاق الإجراءات… متى يُفعّل الدفع الإلكتروني بمؤسسة CNOPS بمراكش؟
دواي طارق
في قلب منطقة شارع علال الفاسي بمراكش، وتحديداً داخل أحد الأزقة الضيقة، يتواجد مركز التأمين الإجباري عن المرض CNOPS. للوهلة الأولى، قد يشعر الزائر بعدم الارتياح لدخول هذا المركز، لا بسبب المعاملة، ولكن بسبب الاكتظاظ الشديد وطول طوابير الانتظار التي تبدأ منذ الساعات الأولى من الصباح.
عشرات المواطنين، أغلبهم من كبار السن، يصطفون يومياً حاملين ملفاتهم، وجلّ أملهم أن يحصلوا على تعويض طال انتظاره، مقابل مصاريف طبية سبق أداؤها. لكن الواقع يفرض عليهم ساعات من الانتظار، قد تمتد ليوم كامل، فقط من أجل وضع ملف أو ورقة صفراء طالما أثارت الجدل.
ورغم أن العالم يتجه نحو الرقمنة والتسهيل، إلا أن هذه المؤسسة الحيوية لا تزال تعتمد على الإجراءات التقليدية التي ترهق المراجعين وتثقل كاهلهم. وهنا يُطرح سؤال جوهري: متى يتم تفعيل خدمات الدفع والتعويض الإلكتروني داخل هذه المؤسسة؟ ومتى يتم تحديث النظام المعتمد ليتلاءم مع الحاضر الرقمي الذي نعيشه اليوم؟
وحسب مصادر مطلعة، فإن عدداً كبيراً من المستفيدين يتخلّون عن حقهم في التعويض فقط لعدم توفر الوقت أو القدرة على الانتظار، ما يعني ضياع حقوق كان بالإمكان تحصيلها بسهولة لو توفرت أدوات إلكترونية بسيطة.
كما أصبح من الضروري مراجعة الشكل التقليدي لـ”الورقة الصفراء”، واستبدالها بحلول رقمية، وتفعيل الربط الإلكتروني بين المؤسسات الصحية والصناديق التعويضية، لتفادي التكرار وتسهيل تبادل المعلومات، خاصة أن كل ما يتعلق بصحة المواطنين يجب أن يُعامل بأقصى درجات الاحترام والتقدير.
فهل آن الأوان لإطلاق ورش رقمنة حقيقي داخل مؤسسات التأمين الصحي؟ ومتى يتحقق حلم المواطنين في ولوج خدمات إنسانية، سلسة وفعالة، دون مشقة وانتظار؟
هل تحب نكتب نسخة من هذا الموضوع باللهجة المغربية أو نطورها أكثر لملف صحفي متكامل؟