احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
دخلت الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيّز التنفيذ، ما أدى إلى اضطرابات حادة في أسواق المال والطاقة والمعادن، وسط حالة من القلق العالمي بشأن التداعيات المحتملة لتصاعد النزاع التجاري بين واشنطن وبكين.
فقد تراجعت أسعار النفط لأدنى مستوياتها منذ أكثر من أربع سنوات، مع تزايد المخاوف من تراجع الطلب العالمي على الوقود نتيجة تباطؤ الاقتصاد العالمي. وسجل خام برنت هبوطاً حاداً بلغ 2.13 دولار، أي ما يعادل 3.39%، ليستقر عند 60.69 دولار للبرميل.
في المقابل، ارتفع سعر الذهب متجاوزاً حاجز 3000 دولار للأونصة، وسط إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة تحسباً لتدهور الأوضاع الاقتصادية. وقفز المعدن الأصفر بنسبة تقارب 1% مع تصاعد التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
وكانت الأسواق المالية أول من تلقى الصدمة، إذ تحولت مؤشرات الأسهم الأمريكية إلى المنطقة السالبة، رغم المكاسب القوية التي سجلتها في بداية تداولات الثلاثاء. وتراجع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” متخلياً عن مكاسب الأمس، وسط تقلبات حادة.
وجاء هذا التدهور بعد أن فرضت إدارة ترامب رسوماً جمركية بنسبة 104% على الواردات الصينية، عقب فشل بكين في إلغاء رسومها المضادة بحلول المهلة التي حددها البيت الأبيض.
من جانبها، ردّت الصين بحزم، واعتبرت الخطوة الأمريكية “ابتزازاً اقتصادياً”. وقال رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج، في اتصال مع رئيسة المفوضية الأوروبية، إن الولايات المتحدة تمارس “تنمراً اقتصادياً” بفرضها رسوماً على شركائها التجاريين، بمن فيهم الاتحاد الأوروبي، تحت ذرائع واهية.
وأكد لي تشيانج أن الصين لن تقف مكتوفة الأيدي، مضيفاً أن إجراءات بلاده تهدف إلى حماية سيادتها ومصالحها الاقتصادية، بالإضافة إلى الدفاع عن قواعد التجارة الدولية والعدالة الاقتصادية.
ومع اتساع رقعة الحرب التجارية، تكبدت الأسواق الآسيوية خسائر فادحة، حيث انخفض مؤشر “نيكاي” الياباني بنسبة 5.14% ليغلق عند 31,314 نقطة، كما تراجع مؤشر “توبكس” بنسبة 4.54%. وسجّل اليوان الصيني أدنى مستوى له على الإطلاق أمام الدولار عند 7.3779.
وفي خطوة تصعيدية أخرى، أعلن ترامب عزمه فرض رسوم جمركية “كبيرة” على واردات الأدوية، في محاولة لإعادة توطين هذه الصناعة داخل الولايات المتحدة. وانتقد بشدة الأصوات المعارضة لسياسته، قائلاً إن نفس الأطراف “صمتت حينما فقدت أمريكا عشرات آلاف المصانع”.
وبحسب هيئة الجمارك الأمريكية، فقد جرى تحصيل أكثر من 4.8 مليار دولار من الرسوم المفروضة على الواردات الصينية، إلى جانب ملياري دولار من المكسيك و861 مليوناً من كندا، وذلك ضمن أوامر ترامب التنفيذية السابقة.
ويبدو أن أمد الحرب التجارية لا يزال مفتوحاً، في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن تؤدي الإجراءات الاقتصادية المتبادلة إلى كساد عالمي جديد.