صرخات العودة من تندوف… بداية نهاية أطروحة الانفصال وإرادة شعب تتجاوز الجدران
تعيش مخيمات تندوف هذه الأيام على وقع غليان شعبي غير مسبوق، بعد تداول مقطع فيديو مؤثر يظهر فيه عشرات الصحراويين وهم يطالبون علنًا بالعودة إلى وطنهم الأم المغرب، هاتفين بشعارات قوية مثل: “بغينا نروحو للمغرب.. عاش الملك”. هذا المشهد الذي اخترق جدار الصمت والإقصاء، يعكس بجلاء حجم المعاناة اليومية التي يتكبدها سكان المخيمات، والحنين العميق الذي يربطهم بأرضهم الأصلية.
هذه التحركات التي وُصفت بـ”الجرأة النادرة”، دفعت النظام الجزائري إلى إعلان حالة من الاستنفار الأمني داخل المخيمات، خوفًا من اتساع رقعة الاحتجاجات وتحولها إلى موجة نزوح جماعي نحو الأراضي المغربية. وهو ما يعكس تخبط “نظام الكابرانات” أمام إرادة شعبية بات من المستحيل كبحها، خاصة في ظل الانكشاف المتزايد لزيف أطروحة الانفصال وافتقارها لأي سند شعبي حقيقي.
الصرخات المدوية القادمة من تندوف تمثل لحظة فاصلة، تؤشر لبداية نهاية مسار طويل من التوظيف السياسي لقضية إنسانية، حاولت بعض الأطراف الإقليمية رهنها لمصالحها الخاصة. كما تؤكد أن مغربية الصحراء لم تعد مجرد قضية قانونية أو دبلوماسية، بل أضحت تجسيدًا فعليًا لإرادة شعب يعبر عنها أبناؤه اليوم بجرأة وصراحة.
وفي خضم هذا المشهد المتغير، يبرز الدور الريادي الذي لطالما لعبه المغرب في الدفاع عن حقوق الصحراويين، سواء داخل الوطن أو خارجه، من خلال سياسات التنمية الشاملة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، والانفتاح على مختلف المبادرات الأممية التي تهدف إلى حل النزاع بشكل عادل ونهائي.
إن ما يحدث اليوم في تندوف ليس سوى إعلان صريح عن ولادة جديدة، لطالما سعى المغرب لتحقيقها، بهدف فك العزلة عن مواطنيه العالقين هناك، وتمكينهم من العودة الكريمة إلى وطنهم، في إطار مشروع وطني موحد تتسع رقعته لكل أبنائه، مهما كانت الجغرافيا التي تفرقهم مؤقتًا.