الصراع الهندي الباكستاني: نار لا تنطفئ… من يشعلها ومن يستفيد؟

دواي طارق

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

منذ تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، لم تهدأ جذوة التوتر بين الهند وباكستان، صراع جغرافي، سياسي، ديني وأمني ألقى بظلاله على استقرار جنوب آسيا لعقود،ورغم المحاولات الدبلوماسية المتكررة، إلا أن “كشمير” لا تزال وقودًا للصراع، وأداة في يد قوى إقليمية ودولية تستثمر في ديمومته.

بدأ الصراع رسميًا مع تقسيم الهند البريطانية عام 1947، عندما ظهرت باكستان كدولة مستقلة ذات أغلبية مسلمة، بينما بقيت الهند دولة علمانية ذات غالبية هندوسية. كشمير، الولاية ذات الأغلبية المسلمة، انضمت للهند رغم قربها الجغرافي من باكستان، ما أشعل أول حرب بين البلدين في 1947-1948. ومنذ ذلك الحين، اندلعت ثلاث حروب كبرى والعديد من المواجهات الحدودية.

وجهة نظر الهند، أن كشمير جزء لا يتجزأ من أراضيها بموجب اتفاق الانضمام الذي وقّعه المهراجا هاري سينغ عام 1947،تعتبر تدخل باكستان دعمًا غير مشروع للمتمردين والانفصاليين.

وتسعى لإبقاء السيطرة الكاملة على كشمير، لا سيما بعد إلغاء الحكم الذاتي لإقليم “جامو وكشمير” في أغسطس 2019.

وجهة نظر باكستان،تعتبر كشمير أرضًا ذات أغلبية مسلمة ومن حقها الانضمام لباكستان بموجب مبدأ “تقسيم الهند” على أسس دينية.
تتهم الهند بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في الإقليم، وتطالب باستفتاء أممي وفقًا لقرارات مجلس الأمن،ترى أن الحل العادل لن يتحقق إلا بإنهاء “الاحتلال الهندي”.

متى ينتهي هذا الصراع؟نهاية الصراع لا تبدو قريبة، ما لم يتحقق أحد الشرطين:
حل سياسي تفاوضي شامل قائم على التنازلات،تدخل دولي فعّال يفرض تسوية عادلة للطرفين،لكن في ظل تصاعد الخطاب القومي في كلا البلدين، ووجود قوى داخلية تعارض التنازلات، تبقى فرص الحل ضئيلة.

فمن المستفيد من استمرار الصراع؟
تستثمر شركات الأسلحة الكبرى في سباق التسلح بين البلدين،
ويستغل القوميون الصراع لكسب تأييد شعبي وإسكات المعارضة الداخلية.
بعض القوى الدولية توظف التوتر لفرض نفوذها في المنطقة، عبر صفقات ومساعدات عسكرية،وتغذي الجماعات المتطرفة مناخ الكراهية والتحريض

يبقى الصراع الهندي الباكستاني ليس مجرد خلاف حدودي، بل هو معركة هوية وسيادة ومصالح عميقة الجذور. وبينما يدفع الأبرياء الثمن الأكبر، تظل كشمير رهينة للعبة دولية معقدة،فهل تأتي لحظة يسود فيها صوت العقل على أزيز البنادق؟

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.