عبارة من امرأة فقيرة تهزّ قلب مفكر بريطاني ملحد وتدفعه لاعتناق الإسلام
في مشهد إنساني مؤثر، تحوّلت مكالمة عابرة لامرأة صومالية مسلمة فقيرة إلى نقطة تحول غيرت حياة أحد أشهر المفكرين البريطانيين، بعدما أظهرت بكلمات بسيطة عمق الإيمان الحقيقي وثقة العبد في ربه.
القصة بدأت عندما اتصلت امرأة صومالية تعيش في بريطانيا بإحدى الإذاعات المحلية، تطلب مساعدة غذائية لأطفالها بعد أن ضاقت بها السبل. وبينما كانت تروي معاناتها عبر الأثير، كان أحد المستمعين، وهو المفكر البريطاني المعروف تيموثي وينتر – الذي كان حينها علمانيًا ملحدًا – يتابع البث باستهزاء.
وبدافع السخرية، تواصل المفكر مع الإذاعة للحصول على عنوان المرأة ورقمها، ثم أمر سكرتيرته بتجهيز سلال غذائية ومساعدات مالية وإرسالها إلى عنوانها. وقبل أن تغادر السكرتيرة مكتبه، أوصاها بابتسامة ساخرة:
«قولي لها إن هذه المساعدات من الشيطان!»
وعندما وصلت السكرتيرة إلى منزل المرأة، سلّمتها المساعدات التي لم تكن تتوقعها، فغرقت في الدموع شاكرةً الله على فرجه. قبل أن تغادر، سألتها السكرتيرة باستغراب:
«ألا ترغبين بمعرفة من أرسل لك هذه المساعدات؟»
فأجابت المرأة بثقة وطمأنينة المؤمن:
«لا يهمني من أرسلها، لأن الله إذا أراد شيئًا… حتى الشياطين تُطيعه.»
هذه الجملة القصيرة كانت كافية لهزّ أعماق المفكر البريطاني، الذي ظل يفكر في معناها أيامًا طويلة، قبل أن يبدأ رحلة بحث روحي انتهت باعتناقه الإسلام، واختياره اسم عبد الحكيم مراد.
ومنذ ذلك الحين، أصبح عبد الحكيم مراد من أبرز الوجوه الإسلامية في بريطانيا، أستاذًا في جامعة كامبريدج، وصوتًا فكريًا يدافع عن الإسلام بلغة الغرب وعقل المفكرين.
قصة تلك المرأة البسيطة تظل شاهدًا على أن الإيمان لا يحتاج إلى بلاغة ولا فلسفة، بل إلى يقين صادق بأن الله إذا أراد شيئًا، هيّأ له الأسباب… حتى لو كانت عبر من أراد السخرية منه.