“الماء والمدينة” موضوع الجامعة الصيفية 2024 لجامعة بيزا الإيطالية والمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية لمراكش

تنطلق الجامعة الصيفية الدولية بدورتها السنوية في مدينة بيزا تحت عنوان “المدينة والماء”، في الفترة من 26 أغسطس إلى 7 سبتمبر. يهدف هذا الحدث إلى دراسة العلاقة بين العمارة والماء، وينظمه قسم هندسة الطاقة والأنظمة والأراضي والبناء بجامعة بيزا، بشراكة مع المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش التابعة لوزارة إعدادالتراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة.

يجمع الحدث طلبة من جميع أنحاء العالم للعمل على مشاريع تسلط الضوء على الجوانب المختلفة لهذه العلاقة الحيوية.

تستعرض الجامعة الصيفية الدولية هذا العام موضوع “المياه الجوفية للمدينة”، بهدف الكشف عن قيمة المياه وتحديد التحديات المرتبطة بها. على مدار أسبوعين، سيعمل الطلبة على تطوير مشاريع تصميمية تهدف إلى تحسين منطقة مختارة كدراسة حالة، وذلك على المستويات المعمارية، الحضرية، والتكنولوجية. سيتم تقديم دعم نظري ومنهجي من خلال سلسلة من المحاضرات التي تعقد على مدار فترة النشاط.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور عبد الغني الطيبي، مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، قائلاً: “نحن فخورون بالمشاركة في هذا الحدث العالمي الذي يسلط الضوء على العلاقة الحيوية بين الماء والعمارة. من خلال شراكتنا مع جامعة بيزا، نهدف إلى تطوير حلول مبتكرة ومستدامة تسهم في تحسين جودة الحياة في المدن، وتعزز من وعي طلابنا بالقضايا البيئية الهامة. نحن ملتزمون بتنفيذ التوجيهات الملكية السامية التي أكد عليها جلالة الملك محمد السادس في خطاب عيد العرش المجيد و25 سنة على تربع صاحب الجلالة على عرش أسلافه المنعمين، فيما يتعلق بالحفاظ على الموارد المائية وضمان استدامتها، وتجديد وتحسين الخدمات المتعلقة بها، وتشجيع الابتكار في هذا المجال. هذا التوجه يعكس رؤيتنا في تطوير بنية تحتية مستدامة وتحقيق الاستدامة في التصاميم الحضرية تماشيا مع توجيهات السيدة الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة.

واضاف الدكتور عبد الغني الطيبي أن هذا المشروع يأتي استكمالا لجهود سابقة قامت بها المدرسة في مجالات المياه، السكن، والتخطيط الحضري، وذلك ضمن خطة عمل تضع مفهوم المخاطر في صلب العمل المعماري والبنائي. آخر هذه الجهود هو الندوة التي عقدت بمقر جماعة مراكش بالتعاون مع عدة جهات ومؤسسات محلية ووطنية ودولية وذلك بمناسبة الاحتفال بمراكش عاصمة الثقافة في العالم الاسلامي 2024 تحت الرعاية السامية لجلالة الملك.

وأكد المتحدث انه ولله الحمد، انه على مستوى جهة مراكش أسفي هناك مجهودات كبيرة وتنسيق كبير بين جميع المؤسسات المعنية بالموضوع، وانفتاح كبير على جميع الفعاليات وفق مقاربة تشاركية شاملة، ومن هذا المنبر اوجه الشكر والتقدير لكل من السيد الوالي والسيد رئيس جهة مراكش أسفي، والسيدة رئيسة المجلس الجماعي على مجهوداتهم وسعيهم الدائم على اشراك مؤسستنا والعمل على النهوض بهذا المجال ووضعه ضمن أولويات برامجهم.

سيعرض نهاية سنة 2024 نتاج هذه الجهود في معرض عام بجامعة بيزا والمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش. يعد هذا الحدث فرصة فريدة للطلبة للتفاعل مع قضايا بيئية حيوية ولتقديم حلول مبتكرة تعزز من استدامة البيئات الحضرية.

من خلال استكشاف العلاقة بين الماء والعمارة، تساهم الجامعة الصيفية في تقديم رؤى جديدة وتحديات مستقبلية للتصميم الحضري، مما يجعل من الماء عنصرا أساسيا في تحسين جودة الحياة في المدن المعاصرة.