الدبلوماسية المغربية في الاتحاد الإفريقي: إخفاق في الاختيار أم ضعف في الاستراتيجية؟

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

شهدت الدبلوماسية المغربية انتكاسة غير متوقعة داخل أجهزة الاتحاد الإفريقي، بعد فشل المرشحة المغربية لطيفة أخرباش في الفوز بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي أمام المرشحة الجزائرية سلمى مليكة حدادي، وذلك رغم خوض سبع جولات من التصويت. هذه النتيجة أثارت العديد من التساؤلات حول نهج المغرب في إدارة ترشيحاته داخل المنظمة القارية ومدى استعداده الفعلي للمنافسة في مثل هذه الاستحقاقات.

فرغم أن لطيفة أخرباش تحمل سجلًا مهنيًا بارزًا داخل المغرب، حيث شغلت مناصب مثل رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري وسفيرة في بلغاريا وتونس، إلا أنها لم تكن ذات حضور قوي في الأوساط الإفريقية، وهو ما جعلها تجد صعوبة في إقناع الدول الأعضاء بقدرتها على تولي المنصب.

في المقابل، نجحت الجزائر في الدفع بمرشحتها سلمى مليكة حدادي، التي تشغل منصب سفيرة الجزائر لدى إثيوبيا والممثلة الدائمة للجزائر لدى الاتحاد الإفريقي، وهو ما منحها حضورًا أقوى داخل المنظمة القارية وساعدها في حشد الاصوات لصالحها.

هذه الخسارة تطرح تساؤلات جدية حول الاختيارات الدبلوماسية المغربية، خصوصًا في ظل تصاعد المنافسة داخل الاتحاد الإفريقي، حيث تواجه المملكة تحديات كبيرة أمام نفوذ خصومها التقليديين. كما يعيد هذا الفشل الجدل حول مدى قدرة المغرب على استغلال مكانته الإفريقية بعد عودته إلى الاتحاد الإفريقي عام 2017، وما إذا كانت استراتيجيته تحتاج إلى إعادة تقييم شاملة.

يرى بعض المراقبين أن المغرب لم يستفد من كفاءاته ذات الحضور الإفريقي القوي، وبدلًا من ذلك، راهن على مرشحين لا يملكون التأثير الكافي لكسب تأييد الدول الأعضاء. كما أن طريقة إدارة الترشيحات داخل وزارة الخارجية المغربية تحتاج إلى إصلاحات جذرية لضمان نجاح المرشحين المغاربة في المستقبل.

وفي ظل هذه الخسارة، يبقى التحدي الأكبر أمام الدبلوماسية المغربية هو تعزيز حضورها داخل أجهزة الاتحاد الإفريقي، عبر استراتيجيات أكثر فعالية تستند إلى دعم مرشحين يتمتعون بشبكات علاقات قوية في القارة الإفريقية. فهل تكون هذه النتيجة جرس إنذار لإعادة النظر في النهج الدبلوماسي المغربي، أم أن الجزائر ستواصل إحكام قبضتها على المنظمة القارية في غياب تحرك مغربي أكثر صلابة؟

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.