أزمة إنسانية تتفاقم برنامج الأغذية العالمي يواجه تراجعاً غير مسبوق في التمويل

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في تحذير يعكس حجم الأزمة الإنسانية العالمية المتفاقمة، أعلن برنامج الأغذية العالمي يوم الجمعة أنه يواجه وضعاً “غير مسبوق” بسبب تراجع التمويل الذي انخفض بنسبة 40% خلال هذا العام. هذا التراجع الحاد يهدد تقديم المساعدات الغذائية التي تُعدّ شريان حياة لنحو 58 مليون شخص يعتمدون على البرنامج لتغطية احتياجاتهم الأساسية.

وأوضح البرنامج الأممي، في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، أنه رغم جهود العديد من الحكومات والأفراد لتقديم الدعم، فإن هناك “تراجعاً كبيراً في تمويل المانحين الرئيسيين للبرنامج”. وأشار البيان الذي صدر من مقر المنظمة في روما إلى أن هذا الانخفاض الكبير في التمويل يُعدّ “مصدر قلق عميق”، حيث إنه يمثل تقليصاً حاداً بمعدل 40% مقارنة بالعام الماضي.

وأضاف البيان أن التراجعات الحالية في مستويات التمويل تُعدّ الأكثر خطورة عندما تأتي مرفقة بالأعداد القياسية من الأفراد الذين يحتاجون للمساعدة الإنسانية والغذائية. وأكد البرنامج أن هذه الأزمة تلقي بظلالها الثقيلة على عشرات الملايين حول العالم الذين يواجهون أوضاعاً مأساوية قد تهدد حياتهم.

وعلى الرغم من أنه لم يتم تحديد دولة بعينها كعامل رئيسي في هذه الأزمة، إلا أن الولايات المتحدة، التي كانت أكبر جهة مانحة للبرنامج بفارق كبير، قد خفضت بشكل كبير من حجم تمويلها منذ أن تسلم الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب مقاليد الحكم في يناير 2017. كما اتبعت دول أخرى نهجاً مماثلاً، مثل ألمانيا، التي تأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة كأكبر ممول للمساعدات التنموية، وبريطانيا التي اختارت إعادة توجيه جزء كبير من إنفاقها نحو المجالات الدفاعية بدلاً من المساعدات الخارجية.

وأوضحت رانيا دقش كامارا، المديرة التنفيذية المساعدة للشراكات والابتكار لدى برنامج الأغذية العالمي، أن البرنامج يسعى جاهداً للتعامل مع الأزمة عبر إعطاء الأولوية للدول ذات الاحتياجات الأكبر ومحاولة تقليص حصص الإعاشة على الخطوط الأمامية للصراعات والكوارث. وقالت رانيا: “على الرغم من كل جهودنا لخفض التكاليف التشغيلية إلى الحد الأدنى، فإننا نواجه أزمة تمويل حادة بتداعيات مباشرة تشكل خطراً وشيكاً على الأرواح”.

وفي هذا السياق، سلط برنامج الأغذية الضوء على 28 عملية إنسانية تُعد الأكثر ضرورة وحساسية في ظل قيود التمويل الحالية. وشدد على أن هذه العمليات تواجه نقصاً شديداً في المخزون الغذائي وقد بلغت مستويات حرجة قد تتسبب في توقف الإمدادات إذا لم يتم التدخل سريعاً لتحسين التمويل. وتشمل المناطق المتضررة لبنان، السودان، سوريا، جنوب السودان، تشاد، أفغانستان، بورما، أوغندا، النيجر، بوركينا فاسو، جمهورية الكونغو الديمقراطية، اليمن، مالي، بنغلادش، فنزويلا، هايتي، موزمبيق، نيجيريا، الصومال، كينيا، أوكرانيا، مالاوي، بوروندي، إثيوبيا، الأراضي الفلسطينية، جمهورية أفريقيا الوسطى، الأردن، ومصر.

وعلى وجه الخصوص، جاء تحذير إضافي يوم الخميس الماضي من برنامج الأغذية العالمي حول تفاقم الوضع الإنساني في غزة. وأفاد البرنامج بأنه لم يتبقَّ من الإمدادات الغذائية هناك ما يكفي لتلبية الاحتياجات لأكثر من أسبوعين فقط. وبيّن أن مئات الآلاف من سكان القطاع يواجهون خطر الجوع الحاد وسوء التغذية في حال استمرت الأوضاع دون تدخل سريع وشامل لزيادة حجم المساعدات المقدمة لهذه المنطقة المنكوبة.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.