مراكش.. “الديباناج” بين واقع لا يواكب التحولات وحاجة ملحة للتطوير

تُعد مدينة مراكش واحدة من أبرز الوجهات السياحية العالمية، بما تحمله من عراقة تاريخية ونهضة عمرانية معاصرة، ما يجعل جمالية مشاهدها الحضرية جزءًا لا يتجزأ من هويتها المميزة. غير أن بعض المظاهر اليومية، وعلى رأسها خدمات “الديباناج” (سحب السيارات)، باتت تثير ملاحظات وانتقادات، سواء من المواطنين أو السياح، حول ضرورة ملاءمة هذا القطاع مع التطور العمراني والبنية التحتية الحديثة التي تشهدها المدينة.

فخلال استطلاع أجرته “دواي تيفي”، عبّر عدد من السياح الأجانب والخليجيين عن استغرابهم من التباين بين الجماليات العمرانية لمراكش وجودة خدمات سحب السيارات، مشيرين إلى أن أسطول “الديباناج” الحالي لا يتناسب مع الصورة الحضارية التي ترسخت لديهم عن المدينة الحمراء. كما لفتوا إلى أن الشاحنات المستعملة تبدو في كثير من الأحيان قديمة أو غير مؤهلة لتقديم خدمة تليق بمدينة تتربع على قائمة المدن السياحية بالعالم.

ويواجه قطاع “الديباناج” بمراكش عدة إكراهات، أهمها قِدم جزء من الأسطول المعتمد، وعدم توحيد المعايير المتعلقة بالشكل الخارجي للشاحنات أو تجهيزاتها التقنية. إلى جانب ذلك، يُسجل غياب إطار تنظيمي صارم يلزم العاملين بالقطاع بتحديث عرباتهم ومراعاة الجوانب الجمالية والخدمية، بما يحترم المنظر العام ويضمن سرعة التدخل وفق معايير الجودة والأمان.

ومع التحولات البنيوية الكبرى التي تعرفها مراكش، خاصة مع المشاريع الضخمة التي طالت الطرقات والمناطق السياحية الجديدة، أصبح من الضروري إطلاق خطة لتطوير منظومة “الديباناج” بشكل كامل. هذه الخطة يمكن أن تشمل:

_تحديث شامل لأسطول شاحنات السحب وفق تصاميم عصرية موحدة.

_إلزام شركات “الديباناج” باعتماد معايير جمالية تراعي هوية المدينة.

_تنظيم دورات تكوينية للسائقين لتحسين جودة التعامل مع المواطنين والسياح.

_إحداث مركز موحد لتدبير خدمات السحب وفق منظومة ذكية ومترابطة مع أجهزة الأمن والمرور.

_سن قوانين دقيقة تفرض احترام الضوابط المهنية والبيئية في تقديم هذه الخدمات.

إن الرهان اليوم، وفق العديد من الفاعلين، لا يكمن فقط في تحسين الشكل، بل في جعل “الديباناج” جزءًا متناغمًا مع تطور مراكش نحو مدينة ذكية ومستدامة تحافظ على رونقها وتلبي انتظارات زوارها وسكانها على حد سواء.