للأسبوع الثاني على التوالي… احتجاجات “جيل زد 212” تتواصل بالرباط ومراكش في أجواء سلمية ومطالب اجتماعية واضحة
تواصلت، اليوم الأحد، ولليوم التاسع على التوالي، احتجاجات شباب حركة “جيل زد 212” (GenZ212) أمام مبنى البرلمان المغربي في العاصمة الرباط، ومدينة مراكش حيث رفع المحتجون شعارات تطالب بـ تحسين جودة الخدمات الصحية، وإصلاح المنظومة التعليمية، وتوفير فرص الشغل، إلى جانب محاربة الفساد وتعزيز العدالة الاجتماعية.
وشارك عشرات الشباب في الوقفة التي استمرت لأكثر من ساعتين، وسط انضباط واضح وغياب أي احتكاك مع القوات الأمنية، في مشهد يعكس نضج الحراك الشبابي وتمسكه بخيار السلمية في التعبير عن مطالبه، وفق ما أكد عدد من المشاركين في التظاهرة.
وتعود حركة “جيل زد 212” إلى مجموعة شبابية تشكلت عبر منصة “ديسكورد” الرقمية، وقد دعت إلى تنظيم احتجاجات متزامنة اليوم في عدد من المدن المغربية، من بينها الرباط والدار البيضاء ومراكش وأكادير وطنجة والجديدة، ومدن أخرى عبر جهات المملكة.
وشهدت الأيام الأولى من الاحتجاجات بعض الاحتكاكات وأعمال العنف في مدن متفرقة، خصوصاً في جهة سوس ماسة، حيث سجلت محاولات اقتحام لمقرات أمنية، من بينها مقر الدرك الملكي بمنطقة القليعة التابعة لعمالة إنزكان أيت ملول، ما أسفر حينها عن ثلاث وفيات بعد اضطرار عناصر الدرك إلى استعمال أسلحتهم الوظيفية.
لكنّ وتيرة التعاطي الأمني تغيّرت في الأيام الأخيرة، حيث لوحظ قدر من الحذر والمرونة في تعامل السلطات مع المتظاهرين، من خلال عدم منع الوقفات أو التضييق عليها، في خطوة فُهمت على أنها محاولة لاحتواء الغضب الشبابي بالحوار وضبط النفس.
ويُجمع مراقبون على أن استمرار هذه الاحتجاجات بشكل منظم وسلمي، يعكس تحولاً في وعي جيل جديد من الشباب المغربي، يسعى إلى إيصال صوته بطرق حضارية للمطالبة بإصلاحات اقتصادية واجتماعية عميقة.
