رحيل الدكتور زغلول النجار.. رائد الإعجاز العلمي في القرآن الكريم عن عمر 92 عامًا
ودّع العالم العربي والإسلامي اليوم أحد أبرز رموزه الفكرية والعلمية، إذ غيّب الموت في العاصمة الأردنية عمّان العالم الجيولوجي والداعية الإسلامي الدكتور زغلول النجار، عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد مسيرة علمية ودعوية حافلة بالعطاء، ترك خلالها إرثًا فكريًا ومعرفيًا زاخرًا في ميدان الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
يُعدّ الدكتور زغلول النجار من رواد الإعجاز العلمي في العالم الإسلامي، وأحد أبرز العلماء الذين جمعوا بين عمق المعرفة بالعلوم الطبيعية والإيمان العميق برسالة القرآن الكريم، حيث كرّس حياته لتوضيح أوجه الإعجاز العلمي بأسلوب أكاديمي رصين، فكان من أوائل من أسسوا تيار الإعجاز العلمي الحديث.
شارك الراحل في تأسيس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، كما كان زميلًا في الأكاديمية الإسلامية للعلوم، وترك بصمته في العديد من الجامعات والمؤسسات العلمية حول العالم.
على مدى مسيرته، نشر الدكتور النجار أكثر من 150 بحثًا علميًا محكمًا، وألف 45 كتابًا بلغات مختلفة، من أبرزها: «من آيات الإعجاز العلمي»، «الإنسان من الميلاد إلى البعث في القرآن الكريم»، «علوم الأرض في الحضارة الإسلامية»، «قصة الخلق»، و*«الإعجاز العلمي في السنة النبوية»*.
بدأت رحلة النجار الأكاديمية عام 1959 حين دُعي من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض للمشاركة في تأسيس قسم الجيولوجيا هناك، لتكون تلك الانطلاقة الحقيقية لمسيرته العلمية الدولية. ومن المملكة العربية السعودية، انتقل إلى بريطانيا حيث نال درجة الدكتوراه في الجيولوجيا من جامعة ويلز عام 1963م، ثم تابع أبحاث ما بعد الدكتوراه بجامعة «روبرتسون» عبر منحة علمية نادرة حصل عليها بعد تدخل مباشر من أستاذه البريطاني، الذي وصفه بأنه من أحق العلماء بها.
برحيل الدكتور زغلول النجار، يفقد العالم الإسلامي أحد أبرز رواد الفكر العلمي والدعوي الذين حملوا لواء الدفاع عن الإسلام بعقل العالم ولسان المفسر، تاركًا خلفه إرثًا علميًا خالدًا سيبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة.
