موت الفجأة :”رَاحَةٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَأَخْذَةُ أَسَفٍ لِلْفَاجِرِ”.
كثر موت الفجأة في أيامنا هاته، وهو بمثابة جرس إنذار لنا وعبرة لنرجع عن غفلتنا ونعلم أن الموت أقرب لنا من حبل الوريد.
عن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي قال: “إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة)، وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ مَوْتِ الْفَجْأَةِ؟ فَقَالَ: «رَاحَةٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَأَخْذَةُ أَسَفٍ لِلْفَاجِرِ».
كيف نستعد لموت الفجأة:
الأصل والصواب أن يكون المسلم على إستعداد تام للموت ويتوقعة في أي لحظة فلا يعلم أي واحد منا بأي لحظة سيموت وبأي أرض ستقبض روحه.
يجب أن نكون على طريق الله فى كل وقت، والمؤمن المطمئن قلبه لايُخاف عليه من موت الفجأة، أما المذنب اللاهي عن طريق الله من يخاف عليه من ذلك.
وقد وردت عدة أحاديث الإستعاذة من موت الفجأة، وقد جاءت بمثابة جرس إنذار للغافلين عن طريق الله تعالى حتى يستقيموا.
فمن عاش على شىء مات عليه فمن عاش حياته بالطاعات والعبادة لله يختم الله له بالخاتمة الحسنة حتى وإن فعل بعض الزلات والمعاصي دون قصد منه فإن الله غفور رحيم وفقه الله إلى التوبة قبل الموت.
موت الفجأة للشباب:
قال صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)، وقال عليه الصلاة والسلام: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع) وذكر منها: (عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه؟).
فَقه شباب السلف تلك المعاني حتى قال الحسن البصري رحمه الله: أدركت أقوامًا كان أحدهم أشحّ على عمره منه على درهمه.
قال ابن عَقِيل الحنبلي رحمه الله: إني لا يحلّ لي أن أضيّع ساعة من عمري، حتى إذا توقّف لساني عن مذاكرة أو مناظرة، وبصري عن مطالعة؛ أعملت فكري في حال راحتي وأنا مُسْتطرِح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطّره.
فيجب على كل واحدمنا الإتعاض، وأن يلازمه حرصه على طريق الله وحتى لو زلت أرجلنا عن هذا الطريق، فلنا رب كريم يفتح باب التوبة على مصرعيه، ولا يرد تائبا أومستغفرا.
فلا تغرن الحياة وحتى إذا مررنا بمصيبة موت فجأة أحد أقربائنا أو معارفنا حتى ينسينا الوقت غفلتنا، وسرعان ما نرجع لحياتنا كما عهدناها .
فالمؤمن هو من يتعض ويحرص على تقوى الله، ويريح قلبه بذكر الله”ألا بذكر الله تطمئن القلوب”
فمادمنا ننعم بالحياة فلنتخيل أنه ستقبض روحنا في هذه اللحظة، ولنراجع حساباتنا ونصحح ما غفلنا عنه من أذكار وصدقة وعبادات، و نحيي رحمنا ونبر والدينا ونبرئ ذمتنا، لكي نعيش مرتاحين في دنيتنا ونستعد لآخرتنا فلا نعلم أي لحظة سيخطفنا الموت من بين أحبائنا دون سابق إنذار.