مسرحية “فوضى” تفوز بالجائزة الكبرى في المهرجان الوطني للمسرح بتطوان
حققت مسرحية “فوضى” إنجازًا كبيرًا بفوزها بالجائزة الكبرى في الدورة الرابعة والعشرين للمهرجان الوطني للمسرح، وذلك وسط أجواء احتفالية مميزة أثناء حفل الاختتام الذي أقيم مساء الأمس بقاعة سينما “اسبانيول” الواقعة في مدينة تطوان. هذا الإنجاز يعكس قوة العمل الإبداعي ومستوى التميز الذي قدمه فريق المسرحية.
وفي سياق التكريمات الفردية، نال الممثل الشاب أشرف المسيح جائزة الأمل عن أدائه المميز في نفس المسرحية، التي أنتجتها فرقة الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون بمدينة فاس. كما أن المسرحية تُوجت بجائزة السينوغرافيا، حيث استحقتها المبدعة أسماء هموش عن تصميمها الفني المتألق الذي أضاف عمقًا بصريًا مميزًا لهذا العمل المسرحي.
من ناحية أخرى، برزت مسرحية “أح وبردت”، التي قدمتها فرقة “نحن نلعب الفنون”، بحصدها أربع جوائز في هذه الدورة. حصلت جليلة تلامسي على جائزة أفضل تشخيص إناث عن أدائها المؤثر، فيما حاز سعيد عامل، الذي شاركها بطولة المسرحية، على جائزة أفضل تشخيص رجال. كما تُوج الكاتب المسرحي أحمد السبيع بجائزة التأليف المسرحي عن نصه المتقن، وفاز المخرج محمود الشاهدي بجائزة الإخراج، في اعتراف بأهمية جودة توجيهه الفني.
أما في مجال التصميم المسرحي، فقد أبدعت المصممة نادية فركاني بتصميم أزياء مسرحية “في مكان ما”، التي قدمتها فرقة “فركانيزم للفنون والثقافة والتنمية” بمدينة سلا، مما أهّلها لاستحقاق جائزة الملابس بجدارة، وكان لهذا العنصر البصري أثر كبير في إبراز تفاصيل العمل.
من جانبه، أعرب المدير الفني لفرقة الفكاهيين المتحدين بفاس، محمد العلمي، عن شعوره بالفخر والاعتزاز بالجوائز التي حصدتها مسرحية “فوضى”. وفي تصريح خاص لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد أن هذه التتويجات جاءت بعد مجهود شاق امتد لأكثر من عام بين التدريب والتحضير والإبداع الجماعي. كما شدد على أن هذا النجاح يدفعهم إلى الاستمرار في تقديم مزيد من العروض الفنية القيمة التي تسهم في إثراء المشهد المسرحي المغربي.
شهدت هذه الدورة حيوية فنية كبيرة بفضل مشاركة 12 مسرحية ضمن المسابقة الرسمية التي نُظمت بين 22 و29 نوفمبر الجاري بتعاون مثمر بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة وعمالة إقليم تطوان. كما تم تنظيم عروض متنوعة لإحياء المسرح في فضاءات الشارع، إذ جرى تقديم أربعة عروض بمسرح الشارع بساحة الفدان الجديد وسط تطوان، إلى جانب خمس عروض ضمن فقرة “أول إخراج”، وخمس أخرى احتضنها فضاء مسرح رياض السلطان بطنجة. ولم تقتصر الأنشطة على العروض فقط، بل شملت أيضًا حفلات لتوقيع إصدارات خاصة بالمسرح وإضافة غنى فكري وإبداعي للمهرجان.
وعلى المستوى الفكري والتنظيري، تمحورت إحدى أبرز الندوات حول موضوع “السينوغراف وأسئلة الإبداع المسرحي بالمغرب”، حيث تشعبت إلى أربعة محاور رئيسية تناولت علاقات السينوغراف بكل من المخرج والجمهور والكاتب والممثل. ساهمت تلك النقاشات الفكرية في توسيع دائرة الفهم والإبداع المحيطة بهذا الفن الراقي.
في ختام المهرجان، تم تكريم مجموعة من الأسماء البارزة التي لها بصمة مؤثرة في الساحة المسرحية المغربية. شمل التكريم كلا من محمد الشوبي ومحمد الدرهم وحجرية عمارة والزبير بن بوشتى وحسن بديدة، تقديراً لمسيرتهم الفنية الطويلة وعطائهم اللا محدود الذي ساهم في إثراء المشهد المسرحي الوطني على مدى سنوات عديدة.
