جماعة ابن جرير تختتم برنامجها الرمضاني بندوة فكرية حول ” الثقافة وعلاقتها بالتنمية”

عاطف الركيبة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اختتمت جماعة ابن جرير برنامجها الرمضاني مساء أمس الجمعة 28 مارس الجاري. بندوة فكرية متميزة حملت عنوان “الثقافة وعلاقتها بالتنمية”، وقد أطرها كل من أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض إدريس لكريني، الفاعل السياسي عبد الكريم التابي، الإطار سمير الوناسي ممثل المديرية الجهوية للثقافة والشباب والتواصل – قطاع الثقافة، جمال مكماني رئيس جماعة أولاد املول، والسيد عبد الإله مراون الفاعل الترابي. وقد أشرف على تسيير هذه الندوة الدكتور عبد الواحد ايت الزين أستاذ الجماليات والفكر المعاصر بجامعة محمد الخامس الرباط .

الندوة التي أقيمت بقاعة مركز الاستقبال، شهدت حضورا نوعيا ومتميزا من المهتمين بالشأن الثقافي والجمعوي بالمدينة، وهو ما يعكس اهتمام الساكنة بالقضايا الفكرية والتنموية. هذه الندوة جاءت بعد سنوات طويلة من الغياب لمثل هذه الفعاليات الفكرية، ما جعلها تحظى بتفاعل واسع من قبل الحضور.
ركزت المداخلات خلال الندوة على المفاهيم الكبرى المؤطرة لعلاقة الثقافة بالتنمية.

فالثقافة ليست مجرد منتج ترفيهي، بل هي عنصر أساسي في بناء المجتمعات وتشكيل وعيها، كما تساهم في تعزيز روح المواطنة، وتوفير بيئة مناسبة للإبداع والابتكار. وتعد التنمية الشاملة والمستدامة رهينة بتوفر منظومة ثقافية متينة قادرة على احتضان مختلف التعبيرات الفكرية والفنية

وتحدث المشاركون عن أهمية السياسات الثقافية ودورها في تحقيق التنمية، حيث أثيرت إشكاليات تتعلق بعلاقة الدولة بالثقافة، والدور الذي يجب أن تلعبه الوزارة الوصية في دعم المشاريع الثقافية، خصوصا في مدينة ابن جرير التي لم تستفد بالشكل الكافي من البرامج الثقافية الوطنية. كما أُثير موضوع المركز الثقافي بالمدينة، والذي يفتقر إلى قاعة مخصصة للمسرح وإدارة قادرة على تفعيل دوره كمحرك أساسي للحياة الثقافية. في هذا السياق، أعلن الإطار سمير الوناسي عن قرب بناء قاعة للمسرح في المدينة، وهو خبر لاقى استحسان الحضور.

كما كشف عن تنظيم المعرض الجهوي للكتاب هذه السنة بمدينة ابن جري، بتنسيق مع عمالة الإقليم والجماعة الترابية لمدينة ابن جرير وهو ما يعكس اهتمام السلطات المحلية بإعطاء دفعة جديدة للحركة الثقافية.

طرحت بعض مداخلات الحضور تساؤلات حول مسؤولية الجمعيات المحلية في دعم المشهد الثقافي، حيث تمت الإشارة إلى أن هذه الجمعيات يجب أن تلعب دورا فاعلا في تنظيم مثل هذه الندوات والفعاليات الثقافية، بدل انتظار الجماعة ان تقوم مقام هذه الإطارات.

في ختام الندوة، تم توزيع شواهد تقديرية على الأساتذة المتدخلين، وألقى رئيس جماعة ابن جرير السيد عبد اللطيف وردي كلمة شكر فيها الحضور والمتدخلين، مؤكدا أن الجماعة تسعى من خلال هذه المبادرة إلى تحريك المياه الراكدة وبعث الأمل في نفوس المثقفين والفاعلين الجمعويين للمساهمة في مشروع ابن جرير التنموي. كما شدد على أن تحقيق التنمية لا يمكن أن يكون عبر المشاريع العمرانية والاقتصادية فقط، بل يتطلب أيضا نهضة بشرية تجعل من الثقافة قاطرة لتحقيق التقدم والازدهار.

وخلصت الندوة إلى ضرورة العمل المشترك بين مختلف الفاعلين، من سلطات محلية، ومؤسسات رسمية، وجمعيات مدنية، من أجل خلق دينامية ثقافية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة. ويبقى التحدي الأكبر هو تحويل هذه التوصيات إلى مشاريع ملموسة تعزز مكانة الثقافة في التنمية المحلية، وتجعل من مدينة ابن جرير نموذجا للإشعاع الثقافي بالجهة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة الفكرية سبقتها ليلة للسماع والمديح يومه الأربعاء 26 مارس أحيتها الجمعية المراكشية للأمداح النبوية- ابن العريف، والفرقة المحمدية للسماع والمديح بابن جرير.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.