تساقط الأوراق الأخيرة.. هل بدأت نهاية “البوليساريو” من أم دريكة؟

دواي طارق

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في صحراء أم دريكة الهادئة جنوب غرب الجدار الأمني، وقع حدث صغير في حجمه، كبير في دلالاته، ثلاثة عناصر من ميليشيات “البوليساريو” يلقون بأنفسهم في حضن الوطن، واضعين بذلك نقطة على سطر طويل من التيه والانفصال، هذا التحول الفردي يعكس حالة جماعية من التململ داخل المخيمات، ويطرح سؤالًا ملحًا هل بدأت “البوليساريو” تفقد آخر ما تبقى من قبضتها على عقول من تزعم تمثيلهم؟

لم يكن عبور هؤلاء الثلاثة مجرد هروب من واقع قاسٍ، بل هو، في عمقه، تصويت بالقدم ضد مشروع الانفصال،القادمون من قلب مخيمات تندوف، عبروا الأراضي الموريتانية، وارتدوا زيًّا رسميًا لم يعد يمثلهم، فقط ليعبروا نحو الوطن الذي طالما قيل لهم إنه “عدو”.

ووفق مصادر مطلعة، تتزايد حالات الانشقاق الفردي داخل المخيمات، في ظل أزمات اجتماعية خانقة، وغياب أفق سياسي واضح، بعد أن صار خطاب القيادة الانفصالية متجاوزًا وغير قادر على إقناع حتى أتباعه.

التحركات الفردية، وإن بدت بسيطة، تشكل مؤشرات على تصدع داخلي كبير. فمقابل واقع الانكماش في المخيمات، تعرف الأقاليم الجنوبية المغربية نهضة عمرانية، واستثمارات وطنية ودولية، ومشاريع ضخمة، ما يعمق الهوة بين “الوهم” و”الواقع”.

فالحكم الذاتي الذي تقترحه الرباط لم يعد مجرد مقترح دبلوماسي، بل صار خيارًا ملموسًا ينبض بالحياة في شوارع العيون والداخلة، بينما يزداد ضيق الأفق شرق الجدار.

أم دريكة قد لا تكون إلا البداية، وإذا كان التاريخ يُكتب بأفعال الأفراد، فإن كل خطوة عودة مثل هذه تكتب سطرًا جديدًا في نهاية قصة الانفصال. “البوليساريو” لم تعد تواجه فقط جدارًا عسكريًا، بل جدارًا من الوعي، يصعب تجاوزه بشعارات جوفاء.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.